(مكة) – هيثم محمد
أوضح الموسيقار المكي جميل محمود أن الحارات تشكل مجموعة قيم يصعب تكرارها وأخلاق وشيم ومرجلة، معيدا نهضة الفن السعودي عقب سرد تاريخي لأجياله إلى آل سعود ودعمهم مشيرا إلى أن فننا يعتمد على التناقل ويفتقد التوثيق.
جاء ذلك أثناء استضافته أمس على مسرح الحارة المكاوية في لقاء مفتوح اداره الإعلامي والناقد الفني علي فقندش، بحضور رئيس مركز حي النزهة الشيخ عادل أمين حافظ وعدد من الوجهاء والأعيان وجمهور الفن والثقافة.
ووجه محمود شكره لصاحب فكرة الحارة المكاوية وداعمها الشيخ عادل حافظ على جمعه هذا التراث وتكوين الذاكرة وتقديمها للأجيال.
وقال محمود إن تأسيس صالونه أتى لمدارسة أمور الفن لعدم وجود فرع للثقافة والفنون في مكة المكرمة، مضيفا أن الفن القديم كان صادقا في الكلمة واللحن والعزف، ولم أفكر في امتهان الفن وانما تعاملت معه كهواية وذلك ما أدى إلى غزارة انتاجي.
وذكر محمود أن أول رائد للفن السعودي أو المكي تحديدا الشريف هاشم العبدلي حين ذهب لمصر لتسجيل فنه، وعقبه بدأ الجيل الثاني بطارق عبدالحكيم حين وجد الدعم من الأمير منصور بن عبدالعزيز وزير الدفاع آنذاك، ثم جاء دورنا، مستشهدا بتجربته الفنية في لبنان مع طلال مداح وعبدالله محمد وهيام يونس، مؤكدا في الوقت نفسه على دعم ابناء الملك سعود بن عبدالعزيز لهم ما أدى إلى ظهور الجيل التالي المكون من محمد عبده وعبادي الجوهر وعبدالمجيد عبدالله.
وأشار محمود إلى ثنائيته مع هيام يونس قائلا إن التعاون معها بدأ مع قصيدة سمراء وعام 1964م حيث قدم لها ثاني الحانه، داعيا إلى تقديم وسام لها لما لها من دور في نشر الأعمال السعودية، مثنيا على تمسكها بالقيم والشرف والأدب ولهذا هي الآن فقيرة بينما كانت طوال عمرها تغني السعودية ولم تحضر إليها إلا قبل ثمان سنين.
ورفض محمود الربط بين عمله العسكري واشتغاله بالفن وأن الفصل بينهما وتقديره لعمله ما أدى إلى اتقان العمل وتبنيه لأسلوب خاص في صالونه حيث اولوية السماع مشددا على ان الفن في حد ذاته كلمة والتزام.
ولفت هرم الحجاز الفني إلى أن تاريخ الفن السعودي لم يوثق واشتغل الناس بمن يحلله أو يحرمه، وأن القراءة في هذا المجال أوصله إلى نتيجة السماح بالفن إذا لم يقترن بمعصية ولم يؤد إلى معصية ولم يلهي عن واجب يزاول في نفس الوقت، مبينا أن مكة المكرمة أهدت العالم مقام الحجاز لكننا اغفلنا ماضينا بينما الغرب أخذ آلاتنا واستفاد منها، معتبرا أن الفنان ليس ملك نفسه وغنما ثورة لبلاده وهو كالشمعة التي تحترق لتضئ للناس.
وأثنى محمود على الدور الريادي للإعلامي علي فقندش ما يتمتع به طوال ثلاثة عقود من الزمن من نشاط واهتمام بالفن وأسلوب متميز في الاهتمام به بعيدا عن الحياة الشخصية للفنانين، وعدّه أول من الغى السين والجيم في الصحافة الفنية. وأدى جميل محمود كلمات إبراهيم خفاجي التي غنتها عزيزة جلال (فرق كبير) كما استمع الجمهور لأغنيته الشهير أهل مكة.