يحكي لي بحسرةٍ، وحتى يكون دقيقًا في المعلومات قال: في يوم السبت الموافق ٣٠ ربيع الآخر ١٤٣٨ هجرية، وفي تمام الساعة الخامسة وعشرين دقيقة بعد العصر، أوقف سيارته جي أم سي في المواقف العرضية لسوق الخضار بجدة، وكان لا يريد أن يبتاع من السوق سوى كرتون برتقال فقط، فنزل من سيارته مسرعًا باتجاه محل بيع الفواكه المقابل، واشترى الكرتون فورًا وحمله بنفسه على كتفه عائدًا للسيارة، ولسوء حظه كانت السيارات الواقفة المجاورة لسيارته من النوع القصير طوليًّا، يعني ليست جموسًا ولا صوالين .. وهذا الوضع أظهر مؤخرة سيارته وكأنها امتدت قليلًا للشارع نتيجة لطولها ولقصر السيارات بجوارها .. يقسم بالله بأن الوقت الذي قضاه ذهابًا وإيابًا من وإلى السيارة لم يتجاوز أربع دقائق .. وعندما وصل سيارته وجد دورية المرور بجوارها وقد صورها سائق الدورية كمخالفة للوقوف الصحيح !!! كلم العسكري وأخبره بأن وقوفه بذلك الشكل لا يعد مخالفة فهو مثل بقية السيارات الأخرى الواقفة بنفس المواقف وبنفس الطريقة، حاول جاهدًا أن يقنع العسكري بالعدول عن قراره الظالم ولكن لا حياة لمن تنادي .. فيبدو والله أعلم أن العسكري مكلف بجباية لأكبر قدر ممكن من أموال الناس بلمسة من جواله وإرسال المخالفة حقًّا أو باطلًا إلى إدارة المرور !!.
دار نقاش بين الرجل والعسكري، وكرر المحاولة في إقناعه بخطأه في تصوير السيارة وهي في الموقف الصحيح، فنهره العسكري بجلافة، وقال له إذا عندك اعتراض فعليك تقديم شكوى ضدي .. فرد عليه الرجل حرفيًّا، أنا لن أقدم الشكوى إلا إلى ربي وربك فهو الحاكم العدل الذي سيقتص لي منك إن كنت ظلمتني، فأقول حسبي الله ونعم الوكيل وكفى ..
الطريف في الأمر أن رسالة المرور التي تفيد بالمخالفة قد وصلته على جواله في الساعة الخامسة وثمانٍ وعشرين دقيقة، فقام في نفس اللحظة بتسديد المخالفة ١٠٠ ريال، وبعد خمس دقائق فقط تلقى الرسالة الثانية التي تفيد بتسوية المخالفة، فعلّق على ذلك وقال: لو عمل المرور إحصائية لأسرع تسديد لمخالفة مرورية لوجده ذلك الإنسان المظلوم، ثم حدث نفسه حالمًا وواهمًا، وقال هل يمكن أن يأتي اليوم الذي يرصد فيه المرور جوائزًا على شكل إلغاء للمخالفات تمنح للمبادرين بالتسديد ؟ وهل يمكن أن يبتكروا نظامًا دوريًا يكافئ السائقين الخالية سجلاتهم من المخالفات ؟
زبدة القول .. أين أنتِ يا كاميرا ساهر، فمهما غضبنا منك فوالله إنك أرحم وأعدل من البشر .. لكونك آلة صماء بفلاش أبيض يومض متى ما ثبتت المخالفة، ولا يحابي زيدًا ولا يحقد على عبيد.
د . جرمان أحمد الشهري
والله مررت بنفس الموقف مع رجل مرور متعجرف ولكن ما آقول إلا حسبي الله ونعم الوكيل .مقال في الصميم أبا وليد.
ازعجتنا ساهر ،.. واليوم نترحم عليها ، مقابل ما نشاهدة من حملة مسعورة من قبل دوريات المرور ، بهدف جباية الأموال بأي شكل ، حق باطل لا يهمهم إلا كم تم أيداعه للخزينة .