(مكة) – متابعة
يتقاسم طالب الطب، مصطفى جوهري، العمل مع أخويه أحمد ومحمد في إحدى عربات الطعام المتنقلة، تحضيراً لبدء العمل، وقتلاً لوقت الفراغ فيما ينفع، إضافة لاكتساب خبرة ودخل إضافي من خلال بيع “الكريب والوافل” في أحد شوارع محافظة جدة.
وانتشرت حديثاً ظاهرة عربات الطعام المتنقلة، حيث بات شبه مألوف أن ترى عربة بألوان جاذبة تقف على طرف الطريق لتبيع ما لذ وطاب من مأكولات ومشروبات، مجسدة بذلك نمو ظاهرة شبابية لسعوديين فضلوا العمل الحر على انتظار الوظائف.
وأوضح مصطفى جوهري، الذي يدرس في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، أن فكرة العمل في عربة طعام نبعت باقتراح من والدهم، بعد سلسلة مشاريع تم تجريبها لم تحقق النجاح المنشود. وقال: “والدنا بمثابة صديق لنا، اقترح علينا تجربة هذا المشروع، وقد حقق نجاحاً لاسيما أن الفكرة تعتبر جديدة على المجتمع”.
وحول ما إذا كان الإخوة يخجلون من أن يراهم زملاؤهم يعملون في هذه العربة، أكد مصطفى أن “العمل ليس عيباً”، مشيراً إلى أنهم سبق أن مارسوا أعمالاً تجارية متنوعة، لافتاً إلى أن العمل في عربة الطعام لم يسبب لهم أي إحراج، بل على العكس فهم لا يسمعون من رفاقهم إلا كلمات التقدير والإعجاب، خصوصاً الراغبين في القيام بهذا العمل ولا يستطيعون لأسباب مختلفة.
وحول تأثيرات العمل على دراسته، أضاف مصطفى أنهم يوزعون ساعات العمل في ما بينهم بحيث يغطون الحاجة وينسقون تغطية أي نقص من دون أن يرتبك العمل، حيث يختار هو وشقيقه محمد، طالبا الطب، ساعات الدوام في العربة بعد نهاية المحاضرات، مبيناً أنهم يعملون يومياً قرابة خمس ساعات بالتناوب، ويتضاعف هذا الوقت أيام الإجازات وموسم العطلات.
ثقافة العيب ولّت إلى غير رجعة
وفي هذا السياق، قال الباحث الاقتصادي، سعود الشهراني، إن ثقافة العيب في بعض الأعمال التجارية باتت أقل مما كانت عليه في المجتمع السعودي، مشيراً إلى أنها لا تزال موجودة بصورة أو بأخرى لكنها لا تمثل إحدى أبرز المشكلات، عكس ما كانت سابقاً، حيث تسببت في إحجام الكثير من الشباب عن القيام بأعمال ووظائف مختلفة تم تركها للعامل الوافد.
كذلك أوضح الشهراني أنه من الجميل أن يقود طلاب الجامعات عملية التغيير لثقافة العيب وسوق العمل، مبيناً أن تأخر فرص العمل جعل الكثير من الشباب يعتمدون على أنفسهم في تحقيق مكاسب مادية عبر ابتكار وسائل كسب جديدة، وهي ظاهرة صحية نأمل أن تتزايد وتلقى الدعم من الجهات الحكومية والفعاليات الاقتصادية من خلال التمويل والقروض الميسرة، وفقاً لـ”العربية.نت”.