عودة جميلة في وقت قياسي لمهرجانٍ أثار الجدل لدي البعض والتساؤلات حول الشأن المكي وهو مهرجانُ الحارة المكية الثاني والذي رأى النور بجهود فردية من مؤسس المهرجان عادل أمين حافظ ابن مكة المكرمة.
يقال إن التاجر شاطر..ولكن يبدو أنَّ التاجر في هذا المهرجان المكي لا تهمه الخسارة أبدا – إن عدّت أصلا خسارة – .. فيكفي دعوات الناس الصادقة.
يقول صاحب الفكرة :”لوكان قيام والدتي المريضة من فراش المرض.. بسبب دعوات الجميع الصالحة لكفاني هذا المكسب من هذا المهرجان،والذي نذرت نفسي لخدمته لإدخال السعادة على ” الآخرين” والجميل في هذا الحدث تقبُّل القائمين عليه بالنقد البناء وتسجيل الملاحظات الهامة،والمقترحات الهادفة.. وخاصة أن هذا المهرجان هو الأول من نوعه في مكة، ويضاهي إلى حد كبير المشاركة المكية من قبل إمارة المنطقة في مهرجان الجنادرية السنوي.
وقد أشرنا في مقال سابق إلى ضرورة إدخال جانب التراث البدوي الموجود في الأحياء المكية وهي كما ورد نصا ((من اللباس القديم؛ كالثوب المحاريد، ومايسمى بالصمادة والكمر والحسكن .. وبعض المهن؛ كالسمانة والجلابة والجمالة والألعاب الشعبية ولو بصورة رمزية وغيرها من عبق الماضي..)).
وحقيقة أُخذت الملاحظة في الاعتبار .. ومن باب رحم الله إمرأ عرف قدره .. اعترف القائمون على المهرجان المكي بعدم معرفتهم تماما بهذا الجانب ووُعدوا من آخرين بالمساعدة والتجارب والتجاوب .. ولكن الوعود للأسف ذهبت أدراج الرياح.. وهنا نتساءل أيضا وعلى الجانب الرسمي حول المساهمة في تقديم الرعاية اللازمة للمهرجان تحديدا.. فأين دور الجهات ذات العلاقة سواء الحكومية منها أو الأهلية؛ مثل: مكتب العمل والشؤون الاجتماعية، وهيئة السياحة والتراث الوطني، والغرفة التجارية، والبنوك، والشركات،والمؤسسات.. فبالتواصل مع رجال الأعمال والمهتمين بمثل هذه الفعاليات والأنشطة يمكن إيجاد رعاة؛ وذلك لتخفيف العبء على المسؤول الأول والداعم الرئيس للمهرجان .. وهذا ما أكد عليه مدير مكتب العمل في مكة المكرمة في تصريح صحفي..!! فلو تظافرت الجهود المأمولةمن الجهات المختصة في إيجاد راعي واحد فقط من جهتها لساهمت في سد بعض الالتزامات المالية ولكن..قد يكون للداعمين رأي مختلف!!ومن المؤكد أن يدًا واحدة لا تصفق.
وأتوقف هنا قليلا عند فرع هيئة السياحة والتراث الوطني في مكة المكرمة؛ بحكم أن مثل هذه المهرجانات تقع ضمن اهتماماته، لكي نركب مع سفينة هيئة السياحة كما ورد على لسان مديرها المحترم..أتساءل هل يكون الدعم المفتَرض لمثل هذا المهرجان بالكلمات المنمقة والعبارات الجميلة؟أم يمتد إلى المساهمة الواضحة والصريحة وإلى أشكال أخرى من الدعم سواء بخدمات الكوادر الإدارية أو الدعم المادي أو خدمة الجانب التراثي..؟ فيكفي أنَّ تكاليف إنشاء مثل هذه المهرجانات .. تصل إلى مايقارب الثلاث ملايين ريال .. فأصبحنا محتارين الآن..!! فعندما لا يساهم رجال الأعمال في مشاريع المسؤولية المجتمعية نتهمهم بالقصور وعدم الاهتمام بالمشاركات المحلية .. وعندما تتم المشاركة الفاعلة ندعُهم يعملون بمفردهم.. وهذا المهرجان القائم حاليا دليل حي .. وهو من البدهي مختلفٌ كليا عن كافة المهرجانات المؤقتة؛ لأنه مهرجان مختص بالتراث المكي فقط..
باختصار ومن الآخر عادل أمين حافظ كان الله في عونك.
عبدالرحمن الأحمدي