الثقافية

كبار الفلاسفة يصلون لحقائق تربية النفس في الإسلام

(مكة) – هيثم محمد

بحسب تقرير صحيفة The Independent شغلت السعادة والبحث الكثير من الفلاسفة والمفكرين وكل منهم حاول اماطة اللثام عن سر السعادة فماذا قالوا ؟
برتراند راسل
“الحذر في الحب هو غالباً أكثر أنواع الحذر فتكاً بالسعادة الحقيقية”.
من الغريب على شخصيةٍ مثل برتراند راسل، عاشق الرياضيات والعلوم والمنطق، أن يدلي بدلوه في أمورٍ مطلقةٍ ومطَّاطةٍ مثل السعادة، لكن فكرته عن أنَ السعادة يمكن العثور عليها في الاستسلام للمشاعر الدفينة للحب أثبتت صحتها.
فريدريك نيتشه
“السعادة هي الشعور بأن القوة تزيد، وبأنه تم التغلب على المقاومة”.

بالنسبة لنيتشه، الفيلسوفِ العدمي الشهير ذي الشارب الضخم، السعادة هي نوعٌ من السيطرة على ما يحيط بنا وكان الفيلسوف الألماني قد كتب مراراً وتكراراً عن تأثير امتلاك القوة وفقدانها على خبرات الناس الحية، فحين يقاوم الناس، يستعيدون قوتهم، وهذا الإحساس بالذات يؤدي إلى الشعور بالسعادة.

جون ستيوارات ميل
” لقد تعلَّمت البحث عن سعادتي بالحد من رغباتي لا بمحاولة إشباعها “.
كان ” جون ستيوارت ميل ” أحد عمالقة الليبرالية ، وربما أبرز شخصياتها في التاريخ وبالنسبة للسعادة، تَبَنَّى “ميل” حكمة الإغريق القدماء، إذ اعتبر أنَ السعادة لا تأتي من الإغداق على النفس بالملذات بل بالعيش وفق مبدأ المنفعة، وأنَ السعادة هي استخدام الأشياء من أجل هدفٍ مُحدِّد، وإذا كانت هذه الأشياء لا تخدم أي هدف على الإطلاق، فعلى الشخص التخلص منها.
سقراط
“سر السعادة، كما ترى، ليس في السعي إلى المزيد، بل في تنمية القدرة على التمتع بالأقل”.
بالنسبة لسقراط ، أحد أعظم المفكرين القدماء، لا تنبع السعادة من المكافآت الخارجية أو الجوائز التقديرية، بل من النجاح والتفوق الشخصي، إذ رأى سقراط أن القدرة على تقليص الاحتياجات المادية تدريجياً تجعل البشر يُقَدِّرون متعة الأمور البسيطة في هذه الحياة.
كونفوشيوس
“كلما تأمَّل البشر ملياً في الأفكار الجيدة، صار هذا العالم أفضل”.
تكررت وجهة نظر كونفوشيوس عن السعادة عبر التاريخ في بعض الكتابات مثل كتاب “قوة التفكير الإيجابي”، والأبحاث المعاصرة حول العلاج السلوكي المعرفي الذي يساعد البشر على إيجاد الروابط بين الأفكار والمشاعر والتصرفات وبالنسبة للعقلية الكونفوشيوسية، فإن السعادة هي النبوءة التي تحقِّق ذاتها، والتي تعيد نفسها كلما أوجدنا أسباباً لوجودها.
سينيكا
“إنَ أعظم النعم البشرية في داخلنا وفي متناول أيدينا. فالرجل الحكيم تجده راضياً بنصيبه، مهما كانت طبيعته، دون أن يتمنى ما لا يملك”.
يعتقد سينيكا، الفيلسوف الرواقي المحبوب من قبل المهووسين بالفلسفة المعاصرة من أمثال المفكر العالمي نسيم طالب، وخبير التسويق البارع ريان هوليداي، اعتقاداً راسخاً فيما يسميه علماء النفس الآن بـ”مركز التحكم”.

بالنسبة لبعض الناس، يكمن “مركز التحكم” خارجهم، إذ يشعرون أن قوى خارجية توجِّه أعمالهم. وبالنسبة لآخرين (وهم السعداء وفقاً لوجهة نظر سينيكا) يكمن “مركز التحكم” بداخلهم، إذ يشعرون بقدرتهم على التحكم في مسار الأحداث ونتائجها.
لاو تزو
“إن كنت مكتئباً فأنت تعيش في الماضي، وإن كنت قلقاً فأنت في المستقبل، وإن كنت تشعر بسلام فأنت تعيش في الحاضر”.

ما مِن أحدٍ متأكدٍ من ماهية لاو تزو، الذي يُترجَم اسمه ببساطة: “الرجل العجوز”. لكن حكمة هذا الرجل عن أمورٍ نعيشها الآن تجاوزت آلاف السنين، ويتمسك علماء النفس بفوائدها.
وتشير بعض الأبحاث إلى أنَّ الأشخاص يصلون لقمة سعادتهم عندما يشاركون في الأمور التي تتطلب كامل اهتمامهم وحضورهم، مثل الدخول في محادثةٍ جيدة، أو القيام بمهام إبداعية، أو ممارسة الجنس.
سورين كيركيغارد
“الحياة ليست مشكلة نحاول حلها بل هي حقيقة علينا تجربتها”.

قبل ظهور حساب تويتر الرائع الذي يحمل اسم Kim Kierkegaardashian ، والذي يجمع بين التغريدات السطحية لكيم كاردشيان والقلق الوجودي لسورين كيركيغارد، كان هناك الفيلسوف الدنماركي الذي أوحى بمثل هذه الأفكار.
كان كيركيغارد يؤمن بأن السعادة تأتي من أن نعيش اللحظة الحالية ونستمتع بالرحلة، وبمجرد أن نَكُف عن تحويل ظروفنا إلى مشاكل، ونبدأ بالتفكير فيها على أنها مجرد تجارب، نستطيع أن نشعر بالرضا تجاهها.
هنري ديفيد ثورو

“السعادة كالفراشة كلما لاحقتها تملَّصت منك. لكن إن منحت اهتمامك لأمورٍ أخرى فستجدها تحط بهدوء على كتفيك”.
ليس من المثير للدهشة أن هذا المؤلف المؤمن بالفلسفة المتعالية والمؤيد للعصيان المدني قد تبنَّى نهجاً سلبياً تجاه السعادة.
وكما ذَكَرَ بالتفصيل في كتابه Walden، فقد كان ثورو يُفضِّل كسر القوالب الجاهزة، إذ يستند إلى تحطيم العادة، ويعتقد أن الالتزام بالعشوائية قد يكون سبيل الفرد إلى الشعور بمعنى أكبر وأشمل للسعادة وتتفق هذه الفكرة بشكلٍ ملائمٍ مع رسالة المفكرين الآخرين الذين يدعون الأفراد إلى أن يعيشوا لحظات حاضرهم، بدلاً من القلق من المستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى