المقالات

أسير الجنادرية

انطلقت الجنادرية الأولى في عام 1405وأنا في أوج تعلقي بالموروث الشعبي فتعلقت بها إذ بدت لي مثل نافذة تشف عن بانوراما فريدة تعكس سائر موروثاتنا المحلية في مكان واحد، ولكم تمنيت يومها لو حظيت بزيارة المهرجان والاسهام فيه خاصة والباحة الغالية غائبة عن المهرجان في نسخته الأولى وأنا يومها علامة من علاماتها كما خيّل لي.

لكن الباحة ما لبثت أن حضرت في العام التالي عبر نفر من أبنائها المقيمين في الرياض ولعل الصديق الشاعر سعيد الحداوي كان وراء تلك المشاركة العفوية الجميلة الناجحة، وبقيت أنا خلف جهاز التلفزيون، إصبعي على زناد الفيديو وعيني على الشاشة التي تنقل المقاطع من ساحات الجنادرية ودكاكينها وأجنحتها.

كان هذا حالي في النسختين التاليتين من الجنادرية حتى ابتسم لي الحظ في عام 1409فشاركت بكتاب “مفردات الموروث الشعبي” وأسهمت مع الأساتذة عبد العزيز بن رقوش وعبد الرحمن الشاعر وعبد الله الافندي في الإشراف على مشاركة الباحة وعلى جناحها هناك، ووضعنا الخطوط النظرية الأولى لبيت الباحة.

ثم عدت بعد ذلك لمكاني أمام التلفزيون. جاءت النسخة الرابعة عشره فشاركت مع جمعية الثقافة والفنون بالباحة بمسرحية الوصية تأليفا وإخراجا، كنت قد اشتغلت على تلك المسرحية في صيف الباحة ولكني كنت من أهل جدة يومها، ولذلك سافر الفريق من الباحة وسافرت من جدة.

لم تكتب لي مشاركة بعد مسرحية الوصية، لكني كنت أتتبع المهرجان بعين ومشاركات الباحة بالعين الثانية، فأما المهرجان فإن أغصانه باقية تورق وتثمر، وأما الباحة فإنها كل عام في مرتبة أفضل جدة وجديّة، وأما أنا فما زلت كما أنا أسير دهشة الجنادرية التي لا تنضب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى