(مكة) – الرياض
وصف مختصون سعوديون وعرب ما قامت به المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في اليمن لمواجهة المليشيات التي انقلبت على السلطة الشرعية في هذا البلد العربي الشقيق، بأنها خطوة مهمة وفي الطريق الصحيح لمواجهة التدخلات الإيرانية بالمنطقة، وخطوة لتوحيد الرؤى في سبيل الاتحاد الخليجي المرتقب.
وأكد المتحدثون في ندوتين ضمن النشاط الثقافي للمهرجان الوطني للتراث والثقافة “الجنادرية 31” أهمية دعوة خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بانتقال مجلس التعاون الخليجي من التعاون إلى الاتحاد، منوهين أن ذلك يعد ضرورة حتمية في الوقت الحالي لمواجهة التحديات الإقليمية.
وقال الدكتور عبدالعزيز بن صقر أن الأزمة اليمنية كانت من أكبر مهددات الدول الخليجية، قبل التدخل الموفق الذي قامت به المملكة، واستشعرت هذا الخطر المحدق الذي حتم الوقوف بشكل حازم أمام هذا التدخل الإيراني بالمنطقة وذراعها في اليمني المتمثل بالحوثي الذي انقلب على السلطة الشرعية في اليمن.
وأضاف في ندوة “مهددات النظام الإقليمي العربي”: إن الخطر الإيراني الواضح للعيان في العراق وسوريا واليمن ، يكشف نوايا هذا النظام الذي لا يعرف قدر للجوار ولا الأخوة الإسلامية ، ويسعى لتصدير الاضطرابات لدول الجوار ، مشيرا إلى ممارسات المنظمات الإرهابية التي تصول وتجول في الدول العربية المدعومة من قبل إيران وفي مقدمتها القاعدة وداعش وحزب الله والحوثي في اليمن وغيرها من المليشيات التي عاثت فساداً في الدول العربية.
واستعرض الدكتور عبدالحميد سعيد ، ميزان القوى في المنطقة العربية، والعوامل التي أدت إلى اختلال هذا الميزان بعد الاضطرابات في المنطقة، وقال ” إن النظام العربي تعرض لكثير من التحديات ، حيث استمر النظام الإقليمي العربي بعد غزو الكويت قويا مدة عشرين عاما حتى عام 2010م على درجة من الاستقرار النسبي ، فقد اجتمعت في القوة العسكرية وفي اتفاقها في القضايا الدبلوماسية “.
ورأى سعيد أن هناك أموراً أثرت على النظام الإقليمي العربي ، مثل الاضطرابات السياسية والنزاعات المسلحة التي شهدتها بعض الدول؛ وأدت إلى خسائر ودمار في البنى التحتية والانهيار الاقتصادي، مشيرا إلى أن انسحاب الدول الكبرى من المنطقة أحدث فراغا كبيرا، ما جعل إيران تنقل الصراع إلى دول أخرى مستغلة ما يسمى “الربيع العربي” لتوسيع نفوذها في هذه الدول سواء عن طريق الطائفية أو التدخل العسكري.
وشدد الدكتور خالد الرويحي على ضرورة إعادة توازن القوى الاستراتيجية بالمنطقة ومواجهة هذه التحديات والخروج من مأزق الاستقطابات للدول العربية من قبل الدول الكبرى، التي لها نفوذ في المنطقة، مؤكداً أن من مهددات النظام الإقليمي العربي التحولات الجيوسياسية للدول الكبرى.
وفي ندوة أخرى بعنوان “الأيديولوجيا في المشهد السياسي للعالم العربي” أكد الدكتور محمد الخشت أن الجماعات التي تهدد أمن الدول العربية تسير من قبل دول أخرى عالمية لزعزعة الأمن في المنطقة، من أجل الاستحواذ على ثرواتها وإيجاد الفوضى في تلك الأوطان العربية .
وكشف الدكتور محجوب الزويري أن إيران تسعى إلى تصدير الاضطرابات وإشعال الفتن في دول الجوار، وأنها قدمت نفسها في التسعينات الميلادية للدول العربية على أنها دولة مجاورة ترعى حقوق الجيرة الإسلامية، فيما هي تخفي وجهها الحقيقي خلف ولاية الفقيه، ونهجها المفضوح لتصدير الاضطرابات لجميع دول الجوار ومحاولة إيجاد فوضى في جميع المجتمعات العربية.
وحذر الدكتور محمد السلمي من محاولات إيران المستميتة في اختراق المجتمعات الخليجية والعربية ، لتنفيذ أجندتها وخططاها ضد شعوب ودول المنطقة.
وتساءل الدكتور فهد الشليمي عن المكاسب التي خلفها الربيع المزعوم للشعوب العربية، وقال: ما خلفه من خسائر بشرية موجعة وخسائر مادية كبيرة ، وفقدان الأمة العربية للبوصلة السياسية مع غياب دور الجامعة العربية هذا هو المعروف ، مستبشراً خيراً بقيادة المملكة لهذه البوصلة على المستوى الإقليمي الخليجي والعربي.