علمتني الحياة أن السنة الأخيرة من عمرك الوظيفي هي سنة غريبة وعجيبة وكبيسة مليئة بالمفارقات والتصرفات الاستفزازية المؤلمة وسترى فيها العجب والصيام في رجب ، وأشكال التهميش والتطنيش وسيظهر لك مالم يخطر على بالك من محاولات متعددة لكي تصلك رسالة واضحة لا لبس فيها وبشتى الطرق الممكنة مفادها كفى كفى لا حاجة لنا بك فقد انتهى دورك وقرب رحيلك ونحن محتاجين الوظيفة والكرسي بلغة صادمة مؤلمة فيها القليل من الوفاء والتقدير ومنتهى الجفاء الذي لا تجد له تفسير.
عجبي على منطق وواقع في بعض اداراتنا العربية مؤسف لا يهتم بمشاعر موظفين عملوا بإخلاص لخدمة اداراتهم سنين طويلة وصالوا وجالوا وقدموا الكثير وكانوا رواد في تخصصاتهم وأعمالهم ، ثم نبادرهم بقرارات مفاجئة تسارع في تحريكهم من مواقعهم بطريقة جافة تجبرهم على الرحيل والانزواء في ركن بعيد حتى يحين موعد تقاعدهم ليترك الفضاء للقادمين الجدد .
ليس هذا نهج صحي أو اسلوب حكيم في وداع الأجيال جيل بعد جيل، الدائرة تتسع للجميع فلنحافظ على مشاعر الموظفين الذين يستعدون للرحيل دون أن نجعل خروجهم بطريقة قاسية ومستعجلة يسبب لهم غصة وذكرى حزينة ينتابها الكثير من الأسى والتعجب!!!.
وتذكروا أن قطار التقاعد هو قطار قادم سيصل الجميع فلنكن أوفياء لمن سبقونا حتى لا نتجرع من نفس الكاس في قادم الأيام.
ليس هناك أجمل من قيم الوفاء والاحترام فلنحافظ عليها ونعززها ونحترمها ونتمسك بها بيننا.