مشعل حاسن الحارثي

الموظف والخدمة الإلزامية

في السابق كان من يقوم على خدمة سيده يُسمى “عبدًا”؛ لأنه يتقاضى على ذلك العمل أجرًا، ولا يخرج ولا يذهب إلا بأمر سيده ..
واُستبدل هذا المُسمى مع تغير الزمان والمكان؛ حتى أصبح مسماه “موظفًا”، “وهذا بلا بوك ياعقاب” .. ..

فحينما يكون لأحدنا حاجة في إحدى الإدارات الحكومية أو الوزارات هنا تجد نفسك تقف أمام هذا “العبد الموظف” تستجديه في حق من حقوقك، وقد ترتعد معها فرائصك عند بعض “العبيد” المتجهمين أو من ينظر إليك من أعلى نظارته بعد أن وضعها على رأس أنفه ! بينما الآخر يرى أنه ليس شمسًا شارقة على الجميع !
هنا تحتاج إلى زيادة إفراز مادة الأدرينالين، وهو هرمون عصبي تفرزه الغدة الكظرية، ويؤدي بالمجمل إلى تحضير الجسم لحالات الكرّ والفرّ ورباطة الجأش حتى تواجه هؤلاء “العبيد”.

همسة في أُذن كل موظف أن هذا العمل أو الخدمة التي تقدمها ليست من أجل سواد أعيننا وليست من باب الجميل لنا، بل هي لزامًا عليك وحق من حقوقنا كونك تتقاضى مقابل هذا العمل أجرًا.
عَذرتُك عندما تأخرت على عملي لأنهي معاملة في مكتبك، ولم تحضر ليقول لي زميلك راجعنا غدًا الموظف المختص لن يحضر بعد انتظار دام ربع نهار.
عَذرتُك عندما أجلس في صالة الانتظار ريثما تنتهي من فطورك الجماعي مع زملائك في الإدارة.
عَذرتُك عندما أُسرع حتى أصل إليك قبل صلاة الظهر؛ ليقال لي: “وقت صلاة” وبعد الصلاة عبثًا أن تجده؛ لتتفاجأ أنه ذهب ليُحضِر الأبناء من المدارس. انتهى..

ولكن لم ولن التمس لك أي عذر عندما تنظر لي النظرة القائلة “وبعدين معكم يامراجعين تراكم تعبتونا ” !

من نظرة الرجال تعرف خوافيه
وش نيته .. وإذا نوينا نوينا

تحية تقدير واحترام أقدمها لكل موظف ترك ضغوطه النفسية والأسرية والاجتماعية خارج العمل، وتقبل ذاك العميل بابتسامة ورحابة صدر؛ فَقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ” :- أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ”.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. فعلا …وإن الله يحب اذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه !!
    أتمنى من دور كل موظف ارشاد ديني في كل مصلحة ان يتفانى في دوره لتوجيه وتنشيط موظفي الدائرة لخدمة العملاء بدلا من تركيز مهامه في متابعة الإختلاط والتحليل والتحريم !!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى