كلنا راحلون

الحمد لله عدد خلقه ورضاء نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته. الحمد لله حمدا يليق بجلاله وعظمته، ونصلي على أشرف خلقه محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم. يقول الله تعالى في سورة البقرة : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) البقرة/ 155 – 157.
انتقل والدي إلى جوار ربه انتقل إلى الأرحم به منا. ونحتسب والدنا الغالي عند الله تعالى من المقبولين المكرمين بإذنه تعالى. ونحن لا نملك إلا الصبر والاحتساب واللجوء إلى الكريم الحليم الغفور . ونسأله تعالى أن يتغمده ويرحمه رحمة واسعة، وأن يدخله الفردوس الأعلى من الجنة بغير حساب ولا سابق عذاب وجميع موتى المسلمين. ونعلم يقينا أن الموت مصير لخلق الله تعالى حتى ملك الموت سيموت. مما يتوجب علينا الاستعداد لهذا اليوم. عزاؤنا في والدنا، ثقتنا في الله تعالى الرحمن الرحيم وما نؤمن به يقينا بأن الله أرسل إلينا رحمة واحدة نتراحم بها وإبقاء عنده تسعة وتسعون رحمة، فهو صاحب الكرم ورحمته وسعت كل شيء، ثم إن عزاؤنا فيما نعرفه عن والدنا وحبيبنا من الصلاح، والتقوى وحب الخير، والقلب السليم من الحقد، والحسد ومحبة الناس التي تأكدت بعد وفاته رحمه الله. فشهود الله في أرضه.
ختاما
نقول إن الدنيا ممر وأن الآخرة مقر؛ فيجب للعاقل أن يستعد لهذه الحقيقة التي نتجاهلها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته…
ابنه الصابر

العميد الركن: زابن عمر بن زابن المرزوقي