ان نصنع مجتمع متماسك يعرف طريقه نحو الريادة الأخلاقية والمادية التى تؤهله لأن يقود العالم ويخرجه من الظلمات الى النور عملية غاية فى الصعوبة
والأسرة المتماسكة بقيمها ومبادئها لا بد أن يخرج منها أبناء وبنات متحابين. متعاونين
الإخوة فى معناها العام هي درجة من درجات القرابة والدم تجعل للمرء على أخيه حقوقا وواجبات
لكن الإخوة فى الإسلام جاءت بمفاهيم مغايرة وغير تقليدية ،فصارت الاخوة مفهوما عظيما موثوقا برباط أهم وأعظم وهو الرباط الإلهي غايتها رضاه سبحانه وتعالى
وبلوغ الجنة لأن الإخوة والمحبة ستكون لأجله سبحانه .
الاخوة تضمن للمؤمنين الذين يعملون بحقها الوقاية من جميع الأمراض الداخلية التى تعترى النفوس كالكره والبغض والحسد والإستعلاء وغيرها من هذه
الأمراض الفردية التى قد تنعكس على المجتمعات الإنسانية وتدعوها الى الإنحطاط والتراجع ،أقل درجات الإخوة فى الإسلام تبدأ بصفات النية وسلامة القلب
(ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصه )الحشر 19
نحن بحاجة أن تكون الأسرة على قلب واحد يسود بيننا الحب والإحترام والتقدير التعاون والمساعدة
نحن بحاجة أن يرعى كل منا الأخر رعاية كاملة رعاية مالية +رعاية نفسية ،مع القيام بالأمور التى يحتاجونها فى ظل قدرة كل فرد فى الأسرة
ولكن ماذا عن الإنفصال بين الإخوة ،،البيت جمعهم أطفالا وشبابا وفرقتهم الأيام
تدور عجلة الحياة ولكن تبقى الذكريات كسحابة طيف تسود عالمنا ولحظاتنا وكل فرد من الأسرة يصبح مسؤولا عن أسرة هو من قام بتأسيسها والقيام على شأنها
وقد تلقى عليه المسؤولية بالكامل وربما يحارب المجتمع بأسره من أجل أسرته ويصل الأمر من البعض أن يعادى من يرتبط معهم بالدم والروح ،ألا وهم الإخوة والأخوات
لا شك أن المحبة والألفة والأخاء ثمرة حسن الخلق ،،،والكره والحسد والتفرق ثمرة سوء الخلق .
ومن الأيات التى أكدت على ضرورة رباط الإخوة بين المؤمنين قوله تعالى (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون )الحجرات 10
الصلح بين الإخوة أمره عظيم وجزاؤه فى الدنيا والأخرة ،، ليتنا نعي هذا المعنى قبل فوات الأوان ونجمع ولا نفرق فما نحن فى هذه الدنيا إلا عابرى سبيل
سنرحل يوما ما وتبقى ذكرانا فكن ذا أثر طيب ،
اللهم إنا نعوذ بك من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا
اللهم إجمع شملنا مع من فارقناهم وفارقونا وتحن قلوبنا للقياهم….