عبدالرحمن الأحمدي

جميل فارسي.. المواطنُ المفترَض

للأسف يتحاشى الأغلبية – هنا في المجتمع – إبداءَ الرَّأي الجيِّد حيالَ قضايا وطنية تمسُّ المصلحةَ العليا للوطن؛ مخافةَ حدوث العتب الناتج من هذا الرَّأي المخلِص من البعض..!! أو الاتهام ببعض التُّهم سواء الشخصية منها أو حتى غير اللائقة في بعض الأحيان.. وقد يكون للتربية في المنزل دورٌ في ذلك..ويمتد
أيضا إلى المدرسة في عدم إتاحة الرأي الآخر للطلاب.. والغريب في هذا الموضوع في حال وصول الرأي الناجع إلى المسؤول الأول في الوزارة أو الإدارة وأعتبرت هذه الفكرة أو تلك الأراء مناسبة جدا للطرح وأثنى عليها .. بل وتم اعتمادها ضمن برامج وزارته أو إدارته لَتَحوَّلَ المنتقدون إلى العكس تماما؛ وصفقوا وباركوا للشخص صاحب النقد البناء .. وفي حقيقة الأمر أيضا ومن جهة أخرى لانعلم هل هم يباركوا أساسا..أو يوصلون له رسالة مخفيَّة من خلال نظراتهم المعبرة ليتها تكون المداخلة الأخيرة. وقد نحتاج بعض الوقت للتعود على أهمية الحوار البناء في جميع مرافق المجتمع.والنقد المباشر على ألا نتجاوز حدود النقد إلى التجريح والتشهير.

ففي مداخلة لرئيس لجنة المعادن الثمينة والأحجار بغرفة جدة جميل فارسي مؤخرا مع وزير التجارة حوْلَ قضية وطنية مهمة جدا من ناحية اقتصادية تتمثل قي بيع منجم الذهب بجبل صائد في المنطقة الجنوبية من المملكة لشركة على ما يعتقد أنها عائلية .. وبمبلغ 100 مليون ريال .. ومن ثم باعت هذه الشركة العائلية لشركة أسترالية مستثمرة بمبلغ سبعة مليار دولار..!! مما أدى إلى تحقيق فيما بعد بخصوص ماحصل في هذه القضية الوطنية المثيرة. فمسؤول مثل جميل فارسي هو في الآخر مواطن من أبناء هذا الوطن الغالي تهمه بالدرجة الأولى مصلحة الوطن وأهله..ولم يقل كغيره من بعض رجال الأعمال..أو حتى بعض السادة الكتاب.. مرورا بالصحفيين.. “أنا ومن بعدي الطوفان” ولكن تكلم بحرص وحرقة وألم على رؤيته لبعض خيرات بلده تباع بثمن بخس قياسا وبما وجد من ذهب وفير في هذا المنجم والذي أثار تعجب الشركة الأسترالية المستثمرة نفسها.

يظل هذا الوطن أمانة في أعناق كل أبنائه فالجميع يجب عليه أن يسعى من خلال موقعه الرسمي للقيام بالمسؤوليات المناطة به،والتي كلف بها من قبل ولي الأمر..ومن يستطيع المساهمة برأيه فالمجال متاح ويتسع لكل المخلصين المحبين لهذه الأرض الطيبة.. وأخص هنا وسائل الإعلام المحلية من كتاب وصحفيين أو من خلال منتديات الرأي العام بالوقوف جنبا إلى جنب مع ولاة الأمر لبحث أي غموض في مشاريع تُظهِر للوهلة الأولى نزاهتها وسلامتها..وقد يغيب عن المسؤولين بعض الخفايا في العقود المبرمة أو الاتفاقات الموقعة. وعلى ذكر النزاهة لابد أن تحضر هيئة مكافحة الفساد “نزاهة” وبقوة في وجوب أهمية الكشف عن مثل هذه القضية الشائكة والتي أذهلت كافة المجتمع بتفاصيلها الغريبة.. ونأمل ونرجو أن تُكرِّم نزاهةُ هذا المواطنَ المخلصَ جميل فارسي.. فقد تحدث وأختصر في خمس دقائق ما يفوق الحديث عن ساعات؛ إن لم يكن أيامًا.

عبدالرحمن عبدالقادر الأحمدي

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. نسأل الله ان يصلح احوالنا وأن يرزق ملكنا الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.حفظه الله بالبطانه الصالحة التي تسعى لحفظ كل مقدرات الوطن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى