أبرآر نوح – مكة المكرمة
أكد الدكتور ناصر الحارثي ،المتخصص في التجارة الإلكترونية وإدارة الأزمات أن التجارة الإلكترونية خلقت واقعاً جديدًا في سوق بيع السلع والخدمات، بحيث أصبح المشتري هو الذي يبحث عن المسوق الجيد، مؤكدًا أن الصدق هو أسرع الطرق لبيع السلع وتسويقها سواء عبر الواقع الافتراضي أو خلال الأسواق التقليدية.
جاء ذلك في حوار مع مكة تناول فيه الحارثي موضوعات مهمة حول واقع التجارة الاليكترونية ومستقبلها.
– بداية حدثنا عن تجربتك في مشروع التجارة من الخارج؟
التجارة تجري في دمي منذ الصغر، حيث كنت أعمل مع والدي و أخي الكبير في تجارة بعض المواد الغذائية وعندما انتقلت للمرحلة المتوسطة انتقلت إلى المدينة المنورة، كنت اشتري حينها لوازم الحجيج والمعتمرين وأقوم ببيعها عند الحرم، ثم بعد ذلك انتقلت للعمل في محلات الذهب عندما وصلت للمرحلة الجامعية، ثم انتقلت للولآيات المتحدة لإكمال الماجستير و الدكتوراة .
و أكملت مسيرة التجارة في السيارات، وقمت بافتتاح مكاتب استيراد وتصدير ثم بعد صدور قرارات صعبة متعلقة بالسيارات انتقلت للصين وأصبح المستقر هناك .
– التسويق ليس مجرد شراء سلعة وعرضها في مجال واحد ، إنما هي عملية تخطيط وتنفيذ لمفاهيم متعلقة بالتسعير والترويج وتوزيع أفكار وسلع بهدف تحقيق الهدف الاساسي للمنشأة التي أسستها.
– ماهي المهارات والأساليب التي يجب معرفتها المسوق ؟
قبل أن يسوق الشخص لبضاعته عليه أن يسوق لنفسه والمهم هنا هو أن يتصف بالمصداقية ، ثم الإحترافية والثقة بنفسه أولا ثم بالمنتج الذي يقوم بتسويقه.
فالمنتج إذا كان سعره مناسب وجودته مناسبة سيحصل على الربح منذ الصفقة الأولى، فالإنسان الناجح والذي يثق في نفسه وفي بضاعته لايحتاج لأن يسوق لبضاعته بل على العكس المتسوق هو الذي يبحث عنك لأن المستهلك أصبح أكثر وعياً من السابق، ويستطيع التمييز والوصول للمنتج حتى وإن لم يكن له مسوق جيد وهناك يوجد من يأخذ برأي الآخر وقد ينظلم صاحب المنتج فالتسويق بلاشك ضروري وشيء أساسي.
– التسويق الإلكتروني أصبح أسهل وأسرع من التسويق العادي إلا أن البعض مازال يفضل التسويق العادي. ماهي الخطوات التي تتبع حتى يكون التسويق الالكتروني قوي ومؤثر ؟
في الماضي كان الشخص يدخل عدة محلات ليقارن ويختار الأفضل، يدخل محلا ثم يتركه ويذهب لمحلا آخر فليس هناك مايخسره صاحب المحل الأول لأنه سيأتي بعده أُناس آخرون ويشترون، أما المحلات الإلكترونية فتخشى ردة فعل المشترين من البداية فسمعة المنتج أو السوق مقترنة من البداية فنجده يقدم خدمات جيدة وتعجب المستهلك ويكون لها أثر جميل .
– نسمع بشركات إلكترونية وهمية تقوم بالنصب على الاخرين، وكثير من الناس وقع فيها وخسر رأس ماله ، فماهي أبرز الطرق لتجنب الوقوع في حبائل هذه الشركات؟ وكيف يتم التفريق بينها وبين الشركات الحقيقية ؟
نعم للأسف الشديد مع انتشار التسويق الإلكتروني دخلت شركات وهمية لأشخاص وهميين حتى حساباتهم حسابات بنوك فقط لتجميع مبالغ مالية ومن أشهرها شركة البيع الهرمي أو التسلسلي حيث يبيع المنتج بسعر مرتفع جدا ولكي تشتريه عليك جلب زبائن آخرين يكونون تحت منشأتك مثلا ويشترون نفس السعر أو أكثر فهي عملية مشابهة لغسل الأموال ولكن بطريقة منطقية وهذه النوعية من الشركات نجد لهم مكاتب خارج المملكة وهذا دليلا على أنه غير مصرح لها في السعودية فهي يست نظامية ومن ليس لديه اطلاع ووعي كاف من السهل أن ينخدع ويصدقهم ..
– تحميل تطبيق على الجوال ، قراءة قصص وكتب حضور دورات هل هي طرق كافية لكسب الخبرة في عالم التجارة؟
بالطبع لا ، ويجب عدم الإكتفاء بقراءة الكتب أو حضور الدورات لاكتساب الخبرة لابد من الاحتكاك بمن سبقوك، ولابد من السفر للدول التجارية والبدء بالاستيراد لو بكميات قليلة والتنويع وهذا أهم شيء واقصد به التنويع في المنتجات، لأن بعض المنتجات يكون لها معايير أو شروط فيتعلم منها السوق ماذا يحتاج وكيف يعرف كيف يعلن ومتى يعلن يعرف كيف يستأجر محلا و كل هذه الأمور لاتأتي بين يوم وليلة مع الممارسة والتعلم شيئا فشيئا يسبقها الهمة العالية والإصرار .
– ماهي الصعوبات التي واجهتها من خلال عملكم في هذا المجال ؟
الصعوبات التي تواجه المستوردين تشمل الأنظمة الغير مدروسة من الجمارك وتقلباتها ، خاصة وأنه توطين أجهزة الاتصالات والجوالات و الشواحن ، وغيرها من السلع التي يتم استيرادها من الصين
– هل تعتبر ماتقوم به هو قدوة لشباب الجيل القادم هل تنصح الشباب في خوض هذا المجال وترك وظائفهم الأساسية؟
لا أنصح بترك الوظائف إلا إذا كانت الوظيفة دخلها لايغطي احتياجاتك، فمثلا الذي راتبه 6000 ريال فيوميته 200 يمكنه أن يحصل عليها و أكثر من دخل خارجي فأنصح الشباب باستغلال الإجازات الصيفية مواسم معينة كالحج والعمرة، حتى في أوقات الفراغ بالعمل ومن لديه أساسيات التجارة أقول له توكل على الله وابدأ في التجارة حتى تتمكن وان أصبحت ملما بها تفرغ لها تماما .
– سئل رسول الله يارسول الله أي الكسب أطيب قال عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور، فكثير من الناس يحبون أن يكون لهم دخل ثابت وينمو باستمرار مع المحافظة على الأساس الذي يطمح إليه منذ البداية ولكن من الصعب الحصول على رأس المال كيف وماذا تنصح هذه الفئة من الناس ؟
أنصحهم بدخول التجارة الخدمية التي بها وساطة مثل مكاتب العقار أو شركة بيع منتجات فبيع كل منتج له نسبة فيها أو حتى مندوبا لتسويقها ، فسيكون منها في مقدوره تكوين رأس مال ولو بسيط .