صالح العمودي

لمسة وفاء وليلة احتفاء

لا يأتي التكريم من باب الصدفة.. ولا ينبت الوفاء في أرض المجاملة.. ولا يسطع نجم الاحتفاء في سماء النفاق.. هكذا قالها أهل مكة من خلال النادي الأدبي ومجموعة لمسة وفاء عندما ترجموا نبلهم ورجولتهم وطيبة قلوبهم على أرض الواقع فجمعوا باقة جميلة من ورود التكريم والوفاء والاحتفاء ليطوقوا بها عنق المفكر الاديب الشاعر الدكتور عبدالله محمد صالح باشراحيل في ليلة تاريخية من ليالي مكة البهية.

كان بإمكانهم التعبير عن مشاعرهم بما جادت به قلوبهم الطيبة من الحب والمودة لباشراحيل لكن لمسة الوفاء عندهم أبت إلا الحضور بكامل زينتها وقمة أناقتها لتطرز في هذه الليلة أغلى الأماني وأرق المشاعر بما يليق بهذا الأديب الشاعر.

إن الدخول إلى قلوب الناس ونيل إعجابهم وكسب محبتهم سلعة غالية وقمة عالية، وأحسب أن المحتفى به هذه الليلة – قياساً بأصل موهبته وصميم إبداعه – جدير بكل ذلك بل جدير قبل ذلك بالتكريم ومستحق للوفاء، ولا غرابة أن يجمع المحبون الأوفياء من بستان وفائهم أجمل الورود وأعطر الزهور لينثروها على بساط المحبة ويزفوا بها نجم الحفل.

 قرأت الكثير لباشراحيل وسبرت إنتاجه في بعض دواوينه الشعرية ومؤلفاته الأدبية فوجدته – من وجهة نظري – يملك ناصية الابداع ليقودها على النحو الذي تعلو به الرتب وتتطاول عنده بنيان التألق ، وكم استوقفتني بعض قصائده وأدهشتني ومضات فكره وكأني به يأخذ القارئ ليركب معه موجة عالية فيبحر صوب جزر بعيدة ومرافئ جديدة يُلقي عندها مرساة البوح بما يجول في خاطره وأختلج في صدره وما تشكل من لهيب مشاعره وندى أحاسيسه.

 

ولا يكتفي باشراحيل بهذا القدر من الجاذبية الأدبية والفكرية بل يحلو له في بعض الأحايين أن يغوص بك في الأعماق أكثر فتصل بالتأكيد إلى نتيجة حتمية تجعلك تقول أن هذا الشاعر المكيّ أصبح أكثر نبضاً وتفاعلاً مع المستجدات والمتغيرات التي تعيشها الأمة فيحاكيها على طريقته، ويعالجها بإبداعه مستشعراً مسئولية المثقف والأديب في هذه المرحلة الهامة من عمر الوطن.

 

هذا المنحى الذي رفع لواءه الدكتور عبدالله محمد صالح باشراحيل كان ولا يزال محل إعجاب وتقدير الساحتين الثقافية والادبية بكل أطيافها ، كما تعددت الآراء حوله وتشكل الثناء عليه حتى قال بعضهم إنه قامة أدبية وهامة شعرية متمكنة يسعى في وطنياته إلى توحيد الكلمة في وجه أعداء الوطن والأمة العربية, كما أنه في جانب آخر يستدرج بنات أفكاره إلى التسامي والأخلاق الفاضلة وخدمة الثقافة والأدب والفنون.. ويقيني أن هذا النهج الرائع في مسيرته وسيرته هو الباعث الأكبر على التكريم الذي حظي به باشراحيل من معالي وزير الثقافة والاعلام في ملتقى الأدباء السعوديين الخامس بالرياض الذي رعاه خادم الحرمين الشريفين.. كما أنه في نفس الوقت حجر الاساس الذي قامت عليه مبادرة أهل مكة من خلال لمسة الوفاء والاحتفاء والتكريم لهذا المفكر الاديب والشاعر، فشكراً لكل الاوفياء على لمستهم الرائعة وهنيئاً لعرّاب الوفاء “باشراحيل” على وفائه للجميع من قبل ومن بعد ، ويكفي أنه قال ذات يوم:

 أنا الوفاء ردائي كيف أخلعه

وقد كفاني وإن ذموا وإن مدحوا

صالح العمودي

 

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. سلمت أناملك الذهبية أستاذ صالح قلم صادق ومنصف
    ويستاهل الدكتور عبدالله باشراحيل هذه الكلمات الجميلة
    من صريرك المتميز .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى