عندما رأت أنها تعاني من قلة الدخل وضيق ذات اليد، لم تجد “أم فواز” بدا من البحث عن مصدر دخل يمكنها من كسب قوتها دون الحاجة إلى انتظار مد يد العون من أحدهم لها، ففكرت بأن تبدأ في استغلال إتقانها لطبخ المأكولات الشعبية، وبدأت في صناعة “الكبيبة” التي اشتهرت بها سريعا بعد أن دعمها أقاربها والمحيطين بها، لتصبح اليوم من أبرز صانعات المأكولات الشعبية في مدينة الرياض، والتي تشارك في المهرجان الوطني للتراث والثقافة “الجنادرية 31” عبر أحد المنافذ التي وفرتها وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في جناحها خلال أيام المهرجان.
تقول أم فواز: ترددت كثيرا في الاتجاه إلى الاستثمار من المنزل، لأني بطبعي خجولة وأعاني من الحرج الشديد عند التعامل مع الجمهور، لكن أهلي وأقاربي من حول شجعوني على التجرؤ من أجل كسب قوت عيشي بعمل يحفظ لي كرامتي، ويضمن لي قوت يومي، فبدأت أصنع طبق “الكبيبة” والذي لاقى استحسان البيئة المحيطة لي، وأصبحوا يطلبونه مني في مناسباتهم المختلفة، حتى بدأ صيتي ينتشر بين أوساط النساء، وزاد الطلب على ما أصنعه، ما دفعني إلى المشاركة في مختلف البازارات والمناسبات الشعبية في مدينة الرياض.
وتضيف أم فواز: مضى علي الآن ثلاثة أعوام حققت فيها نجاحات كبيرة ورواجا جيدا، وأصبح دخلي ممتاز جدا، وانتفى الحرج الذي كنت أشهر به، إذ لا يوجد ما يستدعي الإحساس بذلك الشعور، فأنا أتحصل على دخلي من تعبي وعرق جبيني، والدعم الذي وجدته من الجميع خلال الفترة الماضية دفعني إلى التوسع وتنويع المأكولات الشعبية التي أصنعها وأقوم ببيعها، وجميعها ولله الحمد حققت صيتا جيدا فيها، بدءا من الجريش، مرورا بالمرقوق وورق العنب وأطباق أخرى أصبحت أتفنن في إعدادها.
وتضيف أم فواز: أنها لم تكتفي بهذه الأطباق، وإنما استفادت من مشورة بعض المستثمرين والمستثمرات من المنزل بصناعة أطباق عصرية خفيفة، ما دفعها إلى إتقاان إعداد الشاورما، والتي أصبحت تتميز فيها، وباتت من أوائل الأطباق التي تنتهي في أي مكان تشارك فيه بمنتوجاتها ومأكولاتها، موجهة النصح للسيدات بالدخول إلى عالم الاستثمار من المنزل، لأن عوائده المادية مجدية ومغرية، كما أن المجال لا يزال مفتوحا ومتاحا لدخول مستثمرات في المنافسة.
يذكر أن وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، وفرت أكثر من 30 منفذ بيع للمستثمرات من المنزل، وذلك في الساحة الخارجية لجناحها في النسخة الـ 31 من المهرجان الوطني للتراث والثقافة، والذي يضم بين جنباته 31 ركنا يمثل كامل منظومة العمل والتنمية الاجتماعية.