(مكة) – متابعة
هو “رمز” للأمسيات وحفلات الزواج وطلعات الترفيه، ومتنفساً للروح بعد أسبوع عمل مرهق، هو ذا الخميس الونيس لدى السعوديين الذين جعلوه ترنداً دائماً يظهر في “تويتر” مع إشراقة كل خميس، كما يعج الواتساب، وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي بصور وفيديوهات وكلمات معبرة عن سعادة غامرة بدخول الخميس.
لكن ما هو السر الذي جمع كل هذا الحب والوفاء لـ “الخميس الونيس” لدى السعوديين؟
أوضح الدكتور حسين أمير، استشاري أمراض القلب، أن الحديث عن عطلة نهاية الأسبوع، لا سيما يوم الخميس، يعطي الجسم مناعة ذاتية لمحاربة الجلطات والذبحات الصدرية وغيرها من الأمراض، مشيرا إلى أن القلب والعقل ينشطان فرحا بهذا الحديث، لاسيما مع الإعياء الناتج عن ضغوطات العمل والحياة.
وأضاف: “الخميس وغيره من الإجازات هو بمثابة شاحن بطارية للطاقة الإيجابية”.
ونصح الدكتور أمير، الجميع، بالتحرر في يوم الخميس من الروتين اليومي المعتاد، كالبعد عن ارتداء الملابس الرسمية، واللجوء للملابس الخفيفة، والبعد عن العمران والكتل الإسمنتية عبر الذهاب للطبيعة إلى البحر أو البر أو الخضرة، مما يساعد على الاسترخاء والتأمل والتنفس السليم، مع أهمية الابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية كالجوال والآيباد حيث إنها تعطي طاقات سلبية للإنسان.
ليلة خميس
ويعتبر يوم الخميس من أكثر الأيام الذي تغنى به المطربون، ونسجوا منه الكثير من الألحان والموسيقي، والتي من أشهرها أغنية “ليلة خميس” التي كتب كلماتها الأمير الراحل خالد بن يزيد، وشدا بها فنان العرب محمد عبده.
هنا، أشار الباحث الاجتماعي عادل بفلح إلى أن اختيار الشعراء ليوم الخميس، لم يكن من باب العبث أو عدم جدوى بقية الأيام أو العجز عن توظيف أيام الأسبوع شعرا وغناء وطربا، ولكن من باب ازدحام هذا اليوم بالأحداث الاجتماعية.
وقال: “في يوم الخميس تقيم الناس أفراحها وتنتشيهم السعادة من كل جانب، وفيه يخططون للترفيه”، مضيفاً أن أيام الأسبوع هي بمثابة أيام متكررة لا يهتم الكثيرون لمعرفتها، لكن عندما يأتي الخميس تختلف الحسبة، ففيه تختار الزوجات زيارة أهاليهن، وهو يوم الاجتماع العائلي، وفي ليلته يفضل المتزوجون اللقاء، مبينا أن هذه المكنونات الاجتماعية لم تفلح في الرحيل إلى يوم آخر، فالخميس غرس أمجاده حباً وعشقاً وهياماً، وبات له طعم خاص “لن يتغير”.
ورغم اهتمام الجميع بالخميس، إلا أن سؤال “أين ستقضي خميسك؟” ما زال جوابه صعباً لدى الكثير من السعوديين سيما الشباب، وهو ما أرجعه مهتمون إلى عدم حب الكثيرين للتخطيط وتفضيل العفوية من باب “دع الخميس يفعل ما يشاء”، وهو ما يعتبره البعض ظاهرة تحتاج إلى تصحيح، إذ إن أعداد الخميس محدودة وتقدر بـ 52 خميسا في السنة، ولا بد من استغلالها واستثمارها بالشكل الأفضل حتى يكون فرصة لالتقاط الأنفاس والاسترخاء بعد أسبوع عمل شاق، وفقاً لـ”العربية نت”.