(مكة) – المدينة المنورة
أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي في خطبة الجمعة اليوم بتقوى الله وعدم التعدي على حدوده فقد فاز من اتقى وخاب من اتبع الهوى ، وأضاف فضيلته أن اعمال العباد لهم أو عليهم ، لا ينفع الله طاعة ولا تضره معصية قال تعالى (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۖ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ) .
وأوضح فضيلته أن أداء الحقوق الواجبة على العبد نفعها في آخر الأمر يعود إلى المكلف بالثواب في الدنيا والآخرة ، والتقصير في بعض الحقوق الواجبة على المكلف أو تضييعها وتركها بالكلية يعود ضرره وعقوبته على الإنسان المضيع للحقوق المشروعة في الدين لأنه إن ضيع حقوق رب العالمين فما ضر إلا نفسه في الدنيا والآخرة فالله غني عن العالمين قال تعالى (نْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ) وقال تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ).
وأكد فضيلته أن حق الله الذي يجب حفظه هو التوحيد وقد وعد الله عليه أعظم الثواب قال تعالى (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ) ومن ضيع حق الله عز وجل بالشرك به واتخاذ وسائط من دون الله يعبدهم ويدعوهم لكشف الضرر والكربات وقضاء الحاجات ويتوكل عليهم فقد خاب وخسر وأشرك وضل سعيه لا يقبل الله منه عدلاً ولا فدية ويقال له ادخل النار مع الداخلين إلا أن يتوب من الشرك .
وذكر فضيلته أن أعظم الحقوق بعد حق الله ورسوله حقوق الوالدين ولعظم حقهما قرن الله حقه بحقهما فال تعالى (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً ) . وقال تعالى (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ).
وأشار فضيلته إلى أن بر الوالدين هو طاعتهما في غير معصية وإنفاذ أمرهما ووصيتهما والرفق بهما وإدخال السرور عليهما والتوسعة عليهما في النفقة وبذل المال لهما والشفقة والرحمة لهما والحزن لحزنهما وجلب الأُنس لهما وبر صديقهما وصلة ودهما وصلة رحمهما وكف جميع أنواع الأذى عنهما وكثرة الاستغفار لهما في الحياة وبعد الموت ، والقوق ضد ذلك كله وكثرة العقوق من أشر الطاعات ، ومن أعظم العقوق للوالدين تحويلهما أو تحويل أحدهما إلى دار المسنين وإخراجهما من رعاية الولد والعياذ بالله وهذه ليست من أخلاق الإسلام ومن أعظم العقوق التكبر على الوالدين والاعتداء عليهما بالضرب أو الإهانة والشتم والحرمان .
وفي الخطبة الثانية ذكر فضيلته أن حقوق الوالدين مع ما في القيام بها من عظم الأجور والبركة فهي من مكارم الأخلاق وأكرم الخصال التي يقوم بها من طابت سريرته وكرم أصله وزكت أخلاقه ، وجزاء الإحسان الإحسان والمعروف حقه الرعاية والوفاء ، والجميل يقابل بالجميل ولا ينكرا المعروف والجميل إلا منحط الأخلاق ساقط المروءة خبيث السريرة قال تعالى (وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )
واختتم فضيلته الخطبة بالدعاء للإسلام والمسلمين وأن يحفظ بلادهم من كل مكروه ويوحد صفوفهم وينصر المستضعفين منهم يارب العاملين ، وأن يديم الأمن والأمان لهذه البلاد ويحفظ خادم الحرمين الشريفين وولاة أمور المسلمين .