مكة – فدوى عبد الحي
أكد عبد العزيز آل حسن، مدير الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة الرياض، أن رؤية 2030 تتضمن اهتمامًا كبيرًا بالتأسيس لصناعة سياحة واعدة، مشيرا في هذا إلى أن المملكة تملك كنزًا سياحيًا لم يستغل بعد.
وأشار آل حسن في نفس الوقت إلى أن موقع المملكة الجغرافي يعطي آفاقاً أرحب لتعدد الأنماط السياحة فيها، فهناك الخيارات الصيفية والرياضية والمنتجعات والشالهيات الصحراوية والساحلية، بالإضافة إلى الخيارات الإستثمارية التي تتصل بسياحة العلاج والمؤتمرات والمعارض والبيئة والتسوق
– كيف ترى السياحة الداخلية في المملكة؟
المملكة تحتوى على كنوز من المواقع المميزة والمهمة في تاريخ الجزيرة العربية منذ آلاف السنين، والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني تولي اهتماما كبيرا بتطوير صناعة السياحة في المملكة، للمساهمة في دعم خطط التنمية الشاملة وبرنامج التحول الوطني 2020 ورؤية المملكة 2030، حيث تتمتع المملكة بتنوع جغرافي وطبيعي ومناخي كبير، بجانب توافر العديد من المقومات السياحية والأثرية والتراثية والحضارية والاقتصادية.
ولا سيما أن السياحة بمنظور اقتصادي من أهم مصادر الدخل الوطني لكثير من الدول، التي تهتم بها وتوليها عناية خاصة وتضع لها موازنات مستقلة في سبيل جذب واستقطاب السياح.
وعملت الهيئة مع العديد من القطاعات الحكومية على إيجادالحلول المناسبة لكثير من المعوقات التي تواجه القطاع السياحي بالمملكة، فيما يخص ملكية الأراضي وتبعيتها النظامية ومدد الإيجار للمشروعات وتسهيل الاجراءات وتقصير مدتها.
ويعد الاستثمار في المجال السياحي محوراً بالغ الأهمية فيالاقتصاد السعودي، وانطلاقاً من هذه القناعة تعمل الهيئة على تذليل جميع العقبات والمعوقات التي تواجه المستثمرين، وتفتح لهمآفاقاً جديدة، وتوفر لهم التدريب والتخطيط اللازمين لإنجاح مشروعاتهم السياحية.
وقد أصبحت العاصمة الرياض من أهم الوجهات السياحية التي تحظى بإقبال كبير من الزوار خلال الإجازات في المملكة، لما تمتلكه من المقومات الاقتصادية والطبيعية والثقافية والسياحية التي تزخر بها المنطقة وتجعلها مقصداً سياحياً وترفيهياً لسكان الرياض وزوارها.
وتتوافر بالمنطقة العديد من الخدمات السياحية عالية الجودة بالإضافة الى مواقع الجذب السياحي، وتتمتع بجاذبية كبيرة في مجال سياحة التسوق وسياحة الترفيه مع وجود عدد كبير من المولات والمراكز التجارية التي تضم أبرز مراكز التسويق للماركات العالمية وأيضاً مدن الألعاب والملاهي والمنتزهات والحدائق، بالإضافة إلى مقومات الجذب الحضارية كالتراث والمتاحف والمواقع التاريخية والقرى التراثية والأسواق الشعبية والملتقيات الثقافية والرياضية والاقتصادية والخدمات المرافقة كالفنادق والمطاعم الراقية ووسائل الترفيه والأسواق الكبرى.
– ما أبرز المشاريع الذى قدمتها هيئة السياحة على مدى السنوات الخمس الماضية؟
موقع المملكة الجغرافي يعطي آفاق أرحب لتعدد الأنماطالسياحة فيها، فهناك الخيارات الصيفية والرياضية والمنتجعات والشالهيات الصحراوية والساحلية، بالإضافة إلى الخيارات الاستثمارية التي تتصل بسياحة العلاج والمؤتمرات والمعارض والبيئة والتسوق، فالتنوع الموجود في المملكة والمقومات السياحية المتعددة وفقا للمساحة والمكونات المتعددة تتيح فرصًا متعددة لأنماط السياحة.
وتتناسب البرامج والأنشطة المتعددة التي تقدمها السياحة السعودية مع التنوع الموجود في المملكة، وذلك من خلال مختلف الأنشطة والبرامج، مثل السياحة الترفيهية ومراكز الألعاب والملاهي وغيرها، والسياحة الثقافية، وسياحة المعارض والملتقيات، وسياحة التسوق مع الانتشار الكبير للمولات ومراكز التسوق في مناطق المملكة المختلفة، والسياحة العلاجية والاستشفاء، وسياحة الشباب، والسياحية الرياضية والمغامرات، وسياحة التنزه، وسياحة الاستجمام والرياضات البحرية والسياحة البيئة حيث تتمتع المملكة بمناطق بيئية جميلة من منتزهات برية وجبال وكهوف ومحميات الطبيعية، والسياحةالصحراوية والسياحة الريفية والسياحة الزراعية.
وتضع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأنماط السياحية المتوفرة والمشهورة في كل منطقة ضمن بوتقة واحدة في مشروع المسارات السياحية في المملكة.
ويقدم المسار للسائح رحلة سياحية وفق خارطة تتضمن عناصر جذب بجاهزية عالية، بحيث يعيش تجربة سياحية متكاملة العناصر ضمن طريق أو مسار سياحي يرتاده السواح يبدأ بنقطة في مكان سواء منطقة أو مدينة أو قرية وينتهي بمنطقة أو مدينة أو قرية تنتشر عليه عدد من مواقع الجذب السياحي والمنتجات والخدمات.
وتبرز هذه المسارات السياحية المواقع الأثرية في كل منطقة،وأيضاً القرى تراثية، والمنتزهات الطبيعية، والقصور تاريخية، والمتاحف، والسياحة الزراعية، بهدف تعريف المواطن على تراث الوطن وحضارته، بالإضافة إلى تعزيز المحافظة على هذا الإرث الذي كان أساساً قوياً لنهضة قوية ومستدامة.
ويهدف مشروع تطوير المسارات السياحية إلى إيجاد برامج سياحية جاذبة من خلال تسويق وترويج منتجات المسارات السياحية، وتطوير المرافق والخدمات السياحية على امتداد هذه المسارات، من خلال العمل مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص في تطوير وتحسين مرافق وخدمات ومنتجات تلك المسارات.
وتشتهر كل منطقة من مناطق المملكة بنمط سياحي معين أو أكثر من نمط سياحي، فمثلاً منطقة الرياض تشتهر بسياحة الأعمال وتنظيم المؤتمرات والمعارض وأيضاً سياحة التسوق وهو أحد أهم الأنماط المهمة في منطقة الرياض بجانب السياحة البرية والتخييم في موسم الشتاء.
– إلى ماذا تطمح الهيئة لتحقيق رؤية ٢٠٣٠؟
تواكب الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني برنامج التحول الوطني ورؤية المملكة 2030 التي من أهدافها تنشيط السياحة والترفيه بالمملكة، حيث اعتمد برنامج التحول الوطني عدداً منالمبادرات للهيئة والتي تبلغ في مجملها (13) مبادرة تتعلق بالسياحة والتراث الوطني بتكلفة تتجاوز 26 مليار ريال.
وتهدف الهيئة من خلال هذه المشاريع والمبادرات إلى تطوير القطاع السياحي والترفيهي وتشجيع المستمرين في هذا المجال، وتعزيز السياحة الداخلية وتحويلها إلى صناعة ذات جذب ومنافع اقتصادية واجتماعية مهمة تسهم في تنويع مصادر الدخل وتوفير فرص العمل ودفع مسيرة الاقتصاد الوطني.
كما تهدف إلى الارتقاء بقطاع السياحة والتراث الوطني تحقيقا للغرض الذي تأسست الهيئة من أجله لإنشاء صناعة تنموية متكاملة للسياحة والتراث باعتمارهما رافدين مهمين للاقتصاد الوطني وموردا غنيا لفرص العمل للمواطنين.
وذلك حتى تقوم الهيئة بدورها في العناية بالتراث الوطني بوصفه المكون الأساس للهوية الوطنية ومصدر تعزيز المواطنة، وكذلك دعمالسياحة الوطنية، لدورها الاقتصادي المهم، وما تملكه من قدرة على إحداث تحولات اقتصادية نحو تنويع مصادر الدخل إلىجانب تنمية المناطق، وتوفير فرص وظيفية للمواطنين.
– شهدت الرياض مؤخرا حفل غنائي أقيم في مركز الملك فهد الثقافي ما الهدف من إقامة مثل هذه الحفلات الغنائية وما مدى تأثيرها على المجتمع؟
الحفلات تابعة لهيئة الترفيه وليس هيئة السياحة، وعموماً لا يجب اختصار الترفيه في الحفلات الفنية فقط، فتأسيس وتطوير القطاع الترفيهي وتشجيع المستثمرين في هذا المجال، وتعزيز السياحة الداخلية وتطويرها، وتحويلها إلى صناعة ذات جذب ومنافع اقتصادية واجتماعية مهمة، كل ذلك يسهم في تنويع مصادر الدخل وتوفير فرص العمل ودفع مسيرة الاقتصاد الوطني.
وقد تم افتتاح العديد من المشاريع السياحية والترفيهية في العديد من مناطق المملكة خلال الفترة الأخيرة، ومنها فنادق وشقق مفروشة ومدن ألعاب ترفيهية وغيرها.
ولا يخفى على أحد اهتمام الدولة بقطاع السياحة وتشجيع الاستثمارات المتاحة فيه من خلال إيجاد بيئة مشجعة وحوافزاستثمارية مناسبة، وعملت الهيئة على تحسين مناخ الاستثمار السياحي بالمملكة ودعم التنمية السياحية في كافة المناطق، وتحديد الموارد البيئية والمساهمة في حمايتها وتطوير وسائل استثمارها سياحياً بشكل متوازن، بالإضافة إلى تحفيز نمو الموارد البشرية المؤهلة.