د. فاطمة عاشور

البويات

البويات .. لفظ أطلق على شريحة من الفتيات اللاتي تبدو عليهن مظاهر التشبه بالجنس الآخر في اللباس و التصرف والسلوك و طريقة الكلام و قصة الشعر و الملابس . الخ . و قد بدأت هذه الشريحة في الظهور بالشكل المعهود اليوم في صفوف اروقة الجامعات و المدارس حيث يمكن ملاحظة الشرائح المختلفة بسهولة نظرا للحشود التي تنتمي للجامعات و الكليات في بلادنا ..
و من ملاحظاتي و احتكاكي مع بعضهن يمكن وضع هذه النقاط :
– أنهن لا يتبنين فكر موحد او رؤية واضحة حول حقيقة ذلك النمط الذي يظهرون به و ربما يعيشونه في العمق حيث يلاحظ بأن البعض منهن لاتتعدى مجرد التعبير بالاختلاف عن طريق الملبس و التشبه بالذكر دون أن تتأثر انوثتهن بذلك ، و بعضهن تتخذن مسار التغيير في كل شيء صوتا واسلوبا و طريقة فتحتار ان تصنفها تصنيفا مؤكدا إن كانت ذكرا ام أنثى ..
– بعضهن يعانين من انحرافات نفسية تتعلق باكتمال الأنوثة و ربما كان ذلك يعود لمشاكل فسيولوجية يجب ان تعالج كمشاكل اضطرابات الهرمونات مثلا .. او مجرد عقد نفسية تعود لجذور التربية او مواقف مؤلمة عاشتها الفتاة في طفولتها او كرد فعل على مشكلة العنوسة او الطلاق و كأن لسان حالهن يقول للمجتمع لست أهتم انا مستقلة ..
– كثيرات تعتبرن مجتمع النساء مجتمعا مملا تقليديا و تعتبرن أنفسهن ذوات تميز واختلاف جريء

و بالنظر في المشكلة بجميع جوانبها قدر الإمكان يمكن القول بأن وجود شريحة المنحرفات عن الجنس الأنثوي موجودة في كل مكان وإن كنت أستطيع الحديث عما اعرفه ويظهر في المنطقة الغربية كنوع من أنواع اللجوء العاطفي إلى مصدر من الوهج النفسي و الوجداني و بدون وجود علاقة خاطئة او آثمة فقط تؤمن المرأة لعاطفتها شبعا وهميا يجعلها تعوض غياب الرجل و هذا كان دارجا في الأجيال السابقة حيث كانت الفتاة لاتتزوج احيانا حتى الممات لأسباب قد تتعلق بعدم رغبتها في خوض مغامرة الزواج و ترك حضن الأهل الآمن … و تلك العلاقات كانت تتفاوت وفق ماسمعته من حكايات في درجة انحرافها إلا أنها غالبا تشبه فقاعة الصابون حيث لا شيء سوى قليل من المتعة بوجود رفيقة و البهجة الناشئة عن التملك . تملك يقترب من معايير الالتزام بين الرجل وزوجته . .
و لكن الملاحظ أن بطلات تلك العلاقات لم يعانين من أي نقص في الأنوثة او محاولة للتشبه بل على العكس كن فتيات مكتملات الأنوثة والدلال و لايسعين لإظهار او تقلد غير ذلك لا بالشكل و لا الموضوع ..

واذا أردنا تفسير ذلك الحال لوجدنا التفسير الأقرب إلى المنطق هو كون هؤلاء الفتيات والنساء يرين ان تلك العلاقات التي تبدو في مجملها بريئة وفق رؤيتهن أفضل وأشرف من علاقة آثمة مع رجل تدخلهم في دائرة الحرام.
وللأسف ربما لم تجد تلك النساء من يرسم لهن الوعي و الفهم لتقدير ذلك الانحراف للعلاقة مع الصديقات وإن كانت علاقة غير جسدية فتظل علاقة غير صحيحة و مرفوضة اجتماعيا ودينيا و إن كانت عرفا أمرا موجودا و غير مستغرب …
كان هذا في الماضي أما الشريحة الموجودة الآن فهي شريحة من المتشبهات بشكل كامل بالرجال مما قد يدخلهن في دائرة اللعن بسبب التشبه الكامل او في دائرة النبذ الاجتماعي او في دوائر اخرى من عدم قدرتهن على اقامة اسرة كونها غير مرغوبة بالتاكيد من قبل الرجل السوي كما انها قد تجد مشاكل في تحديد المسارات التي تود الوقوف عندها فهل تريد تحمل كل الأعباء التي تجعلها كشاب مستقل ام أنها تريد التدليل و تبقى شكلا كمذكر يأنفه قلب الرجل وعينه .. او ربما كان بعضهن من الشاذات فعلا و لديهن علاقات خاطئة لا يرضاها الدين ولا الحياء ولا المنطق …
وربما كانت اسباب ظهور هذه الشريحة هو موجات التغريب الثقافي الوافدة عبر الانفجار الإعلامي او تخلي الرجل عن مسؤولياته مما ساهم في استرجال المرأة. . ربما فلا تاكيد بدون دراسة و مسح ..
الحلول في رأيي تكمن في فتح باب الحوار مع هذه الشريحة على أن يتم ذلك بشكل سلس و يقوم بالحوار عبر الندوات والمحاضرات والمناظرات أكفاء متخصصون قادرون على النقاش و المجابهة و الإقناع بهدوء الواثق ..
و أيضا لا بد من زيادة الوعي الإعلامي و الديني والنفسي لكيفية التعامل معهن من قبل عائلاتهن فيمكن إقامة دورات لتجهيز الأم والأب للتعامل مع الابنة و محاولة اقناعها و اكتشاف مشكلتها الحقيقية ..
و الله ولي التوفيق .
د. فاطمة عاشور

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. كم نحتاج إلى مثل هذه المعلومات المهمة
    وعلى كل نسؤول أن يبحث في الحلول ويقدمها بقدر إمكانياته ينبغي عدم التساهل في معالجة أي ظاهرة خاطئة لأن التساهل ينميها والمعالجة السريعة تساهم في انحسارها وتبددها.

  2. سلمت يداك وقلمك د فاطمه
    ???
    اضف الي مقترحاتك معالجة الظاهره من البدايه في المراحل التعليم الاولي بتدريب اخصائيات وهن المرشده الطلابيه وحصر الاعداد والتنسيق بين المرشدات مع قسم الاشراف والطب النفسي في وزارة الصحه واولياء الامور وعمل دراسات حاله
    واما بالنسبه للجامعه عندكم قسم الاجتماع وعلم النفس يقمن بعمل اللازم
    في سبيل مجتمع وجيل خالي من الامراض النفسيه والشذوذ
    وتطبيق شريعة الله في معالجة هذه الحالات الشاذه المنحرفه كالجلد
    وعندكم قسم الشريعه بتولي امر التوجيه بالاحسان والاستتابه ومن ثم العقوبه

    اما النظر اليهن من منطلق الفرجه والتحدث عنهم لايأتي بشي سو غطرسة هذه الفئه ونشر العدوي في المجتمع في غياب المسؤليه
    كلكم راعي وكلكم مسؤول
    والهادي الي سواء السبيل
    كفانا تحدثا وجب التحرك للاصلاح للوصول لرؤية ٢٠٣٠ علما وعملا قولا وتطبيقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى