الثقافية

السديس: “إذا غاب عنك هدي النبي فسد قلبك وفسدت حياتك”

(مكة) – المدينة المنورة

ألقى معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس, درسه الشهري المعتاد بالمسجد النبوي الشريف, بعنوان “إذا غاب عنك هدي النبي صلى الله عليه وسلم فسد قلبك وفسدت حياتك”.
وبيّن معاليه خلال الدرس الذي يأتي ضمن سلسلة دروس شرح كتاب “زاد المعاد في هدي خير العباد” لابن قيم الجوزية ـ رحمه الله ـ أن الله عز وجل بعث النبيين لكي لا يجد الخلق حجة على الله, مستدلاً بقوله سبحانه وتعالى :” لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ” وهذه الحكمة من بعث الله الرسل, فقد أرسل الله رسله بالبينات والحجج الواضحات, كما أن الناس في ضرورة ملحة للأنبياء والرسل فوق كل ضرورة, والإيمان بالرسل يقتضي ثلاثة أمور, طاعتهم فيما يأمرون, وتصديقهم فيما يخبرون, وألا يطاع الله إلا بما يشرعون.
وبين أن الإيمان بالرسل أحد أركان الإيمان الستة, وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والإيمان بالقدر خير وشره, وأنه ينبغي على العبد معرفة السنة واتباعها, ومحبة نبيه ومعرفة قدره ومكانته, وأن محبته مقدمة على محبة النفس والولد, وأنه لولا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لكنّا في ضلال مبين, وفي جهلٍ بيّن, ولا يمكن أن ينال العبد رضا الله إلا عن طريق الإيمان بالرسل.
ولفت السديس إلى أن حاجة وضرورة الناس للرسل, أشد من حاجتهم للأكل والشرب والغذاء والدواء وحاجة البدن إلى الروح وحاجة العين إلى النور, كما أن أي ضرورة أو حاجة فرضت فحاجة الرسل فوقها بكثير, لأنها ضرورة حسية والضرورة للرسل حسية ومعنوية, مبيناً أن المعيار الأساسي في ادعائنا لمحبة الرسل والإيمان بهم هو سيرنا على منهجهم واتباعهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى