(أستفتح مقالي بنص قرآني لفتية الكهف في زمن (داكيوس القيصر الروماني) أخلصوا لعقيدتهم وأنكروا على قومهم ظلالهم،
فخرجوا من قريتهم إلى الكهف، يتعبدون فيه وحدثت المعجزة الإلهية،
وأصبحوا في سبات أمدي، ثم فاقوا، وتطور وتغير نسيج المجتمع خلال عدة قرون، وظنوا أن بالإمكان العودة إلى ماكان والتحدث للمجتمع بلغة الماضي،
ودعوتهم إلى ماكانوا يدعونهم إليه،
ولاتسامهم بالعقل والحكمة،
أيقنوا أن الحياة تبدلت،
بشرا وفكرا وقضايا
وكشفت لهم بصيرتهم النافذة،
إن لكل زمان رجاله وفكره،
ومن ثم أثروا السلامة
وعادوا إلى كهفهم،
فهو بهم أحق
وتركوا الحياة لأهلها
يصنعها الأحياء
حسب ظروف عصرهم
من إمكانات،
ورغم ذلك لم تستثمر
مفاهيم ومغزى ودلالة هذه القضية،
ففي عصرنا الحاضر
هناك فئة من فقهائنا وعلمائنا،
لم يختاروا الأرقى والأنقى والأفضل
من تراثنا الحضاري المستنير، بل
يؤثرون كهف الماضي غير المضيء على نبض الحاضر
ومن ثم ينحرون المستقبل،
الذي ركيزته فيض معرفي مثمر، وتوظيفه عقليا وفكريا، واستخدام استنطاق النصوص التاريخية بالتحليل النقدي لموروثنا الثقافي،
الذي نتكئ ونركن إليه،
في مجالات الحياة،
أجيالاً بعد أجيال
وصاغ نهجنا في الحياة
وعلاقتنا مع أنفسنا
ومع الآخرين
الذين بنوا حضارات ساهمت
في إثراء الفكر الإنساني،
ليس القصد نبذ الماضي بموروثاته
وإنما بناء حاضر له
موروثاته واتجاهاته.
لذلك لابد أن تكون أحكامنا قائمة
على عقلية ناقدة للحاضر والماضي
على السواء
وأن نتبين زادنا الفكري والثقافي
موروثا ومكتسبا
ونعرف إلى أي مدى
يصلح لنا هذا الزاد الآن،
وما الذي يحتويه من عناصر
إبداعية تفيد حركتنا
نحو حاضر نعايشه
وفق صورة رسمناها.
نحن على مستقبل مشرق
وأن يقترن هذا الفهم
بإيمان راسخ واع،
وقيم سامقة، فاضلة،
وبأن الأمس غير اليوم
وكل يوم له شأن
قضاياه ومشكلاته وواقعه وفكره.
،،،،،. ،،،، ،،،،. ،،،
(ومضة )
الإمام الشافعي، أخذ بروح الأعراف والعادات، ففحص، وعدل، ورجح أحكامه الفقهية بعد أن انتقل من المجتمع العراقي
إلى المجتمع المصري.
أ.د. عائض محمد الزهراني