استبشر الجميع بحلول ضيف حكومي جديد هذا العام اسمه هيئةالترفيه..وحقيقته الترفيه العاجز..فقبل البدء في مهامها ومسؤولياتها رسم الكثير في مخيلتهم العديد من أشكال السعادةوالفرح التي ستنتظرهم أخيرًاوخاصة من أصحاب الدخل المحدود فقد ملّوا كثيرًا من وضع الفرش على الطرقات الضيقة بكورنيش بحري، أو على أطراف حديقة امتلأت إهمالًا من جانب الجهة المسؤولة،ومن عبث المرتادين من جهة أخرى، أو على حبات الرمال الحارقة ،وأخيرًا على جنبات ممشى رياضي. فقد أعتقد الأغلب وتفاءل خيرًا أن هذه الهيئة الناشئة مدركة جيدًالظروف الناس الاجتماعية والمعيشية..وستعوضهم عن كل ماعانوه من قصور في خدمات أمانات المدن وبلدياتها في سنين ماضية..ولكن يبدو أن زيدًا ليس بأفضل حال من عمرو على أية حال..إن لم يكن أسوأ منه!!
وقد غاب عن مسؤولي هيئة الترفيه شيئًا اسمه التخطيط الإستراتيجي بأنواعه سواءً الطويل المدى أو حتى القصير المدى وبالتالي غابت الرؤية والرسالة معا في أجندتها.. وعلى طريقة النسخ واللصق فقط..ولا نلومهاحقيقة؛ لأن الوزارة المختصة بالتخطيط أصلا تائهة عن معرفة البرامج التطويرية الحقيقية..وهي الوزارة التي يُفْترض أنها أوصلت بلادنا إلى أرقى المستويات العالمية وإلى مراتب العالم الأول منذ أعوامٍ عديدة مضت ولكن..!! ما رأيناه مؤخرًا من نشاطات ترفيهية بغضِّ النظرعن الفوضى التي تسببت فيها مؤخرا.. تشعر أن الهدف الرئيس من إنشائها فقط هوالحفلات الغنائية ليس إلا.. والوصول إلى جيب المواطن المغري من أقصر وأقرب الطرق وهو ماشاهدناه حتى الآن..فيفترض على الهيئة عدم الاستعجال في برامجها الحالية حتى تبدأ بإعداد أرقى المنشآت الخاصة بها.. والامكانيات اللازمة لها.. والتنوع في البرامج المناسبة حقا لتطلعات الشباب وطموحاتهم.. من إعداد حلبات راقية لإقامة مسابقات تعتمد على اللياقة البدنية العالية واستعراض القوة..وميادين واسعة لإجراء مسابقات للدراجات الهوائية،والدراجات النارية،وحتى سباق السيارات في حال توفر وسائل الأمن والسلامة..وأيضًا تسلق الجبال..بالإضافة إلى الألعاب المائية..وغيرها.. وستظهر بالتأكيد مسابقاتٍ كثيرة إذا كانت أفكارًا مبتكرة ومتميزة ..تسعى الهيئة بحق لإيجادها.وبالمناسبة ليس كل مايأتي من الخارج يناسب قيمنا ومسلماتنا..وليس كل ما يُعجِبْ الناس هناك.. لابد أن يُعجِبَ الناس هنا.
منذ نشأت الأجيال المتعاقبة..وهي تعي تماما
أن هذا الوطن الغالي قام على راية التوحيد المباركة..والكل يشكر الله بأن سَخَّر للوطن قادة كانوا ومازالوا اهتمامهم بتطبيق الشريعة في جميع مناحي الحياة العامة وفي جميع المعاملات.ومن هذه الأجيال بالتأكيد منسوبي الهيئة.. فالكل يرغب بالترفيه بل ومتعطش له.. ولكن الترفيه المنضبط بأحكام الشريعة الإسلامية السمحاء..ولا مجال لغير ذلك..يقول رجل الأعمال المكي إبراهيم بن حسين في إحدى تغريداته البارزة.. ” هبت عاصفة النقد على الترفيه..البعض يناصر والآخر يمانع..في ظل رؤية لم يعدها المجتمع..الترفيه يجب أن يوافق قيمنا الإسلامية وعاداتنا الاجتماعية..” ونحن نأمل أن يكون الترفيه لكافة المواطنين ووفقًالقناعانهم الدينيةوإلى مداخلهم المادية.. وألاتقتصر على فئة هي مرفهةبطبيعة الحال.. فمن يستطيع الحضور لحفلات تتجاوز الألف والألفين في ليلة يستطيع توفير مبالغ أكبر لعبور حدود الوطن لليالي سياحية.. فلا تعتقدوا أن الجميع بهذه القدرة المادية العالية ياهيئة الترفيه..راعوا معتقدات المجتمع السعودي وأوضاعهم الاقتصادية..ولا تكونوا بشعار الدفع أولا..ولا يهم أي شئ بعد ذلك.
عبدالرحمن عبدالقادر الأحمدي
الترفيه يجب ان يكون بعيداً عن الاسفاف ..
ترفيه يناسب جميع الاسرة
هذا طال عمرك اسمه ذر الرماد في الوجوه ..ليتك ابدلت العين بالغين في عنوان المقال
(الافكار المعلبة) فهو اكمل وايلغ للوضع الحالي الذي امامنا …
فاقد الشيء لايعطيه ….انتهى