يُشكل الشباب في المملكة العربية السعودية ما نسبته تقريبًا من 60% إلى 70% من الجنسين، هذه الشريحة لها آمال وتطلعات وهوايات ورغبات تتناسب مع سنهم بما يتفق مع تعليمات الشريعة الإسلامية، ومن الجهات التي عليها دور رئيسي وأساسي هيئة الرياضة السعودية.
فكما نعلم بأن النظام الأساسي للأندية الرياضية السعودية كان ينص وحسبما كان يكتب على اللوحات الخاصة بالنادي، إنه نادٍ ثقافي اجتماعي رياضي، والحق يُقال كانت الأندية في سنوات مضت ملتزمة بذلك؛ حيث كانت تزخر بالأنشطة والفعاليات الاجتماعية والثقافية من معارض تشكيلية ومحاضرات دينية، وبعض العروض المسرحية المنهجية والتوجيهية والمسابقات الثقافية؛ حيث خرجت لنا أجيال دينية مثقفة ثقافة توازن ووسطية، لكن ما نراه اليوم في الأندية الرياضية شيئًا مختلفًا جذريًّا، وإذا استثنينا بعض أندية المناطق الصغيرة ومدينة أو مدينتان فإن الأندية تحولت من ثقافية اجتماعية إلى رياضية فقط؟
وهذا بالطبع يتنافى من النظام الأساسي للأندية؛ لذا فهيئة الرياضة مطالبة بالعودة لإحتواء الشباب، وتفعيل نشاطات الأندية الثقافية والاجتماعية لكي نحتوي الشباب بما هو مفيد ونقتل الفراغ الذي دمرهم، وجعلهم عرضة لأعداء الدين والوطن الذين استغلوهم في كل ما يضلل ويدمر الفكر والوطن، فلو رجعنا بالذاكرة لأولئك الإرهابيين والدواعش والخونة لوجدنا النسبة الكبيرة منهم شباب يفجر ويدمر ويسفك الدماء ويقتل حتى والديه دون إدراك لما يقوم به، فهم جعلوه أسيرًا لكذبه.
إنه إذا قام بتلك الأعمال فسينال الشهادة والجنة، وطبعًا هذا كذب وافتراء، فكيف يقتل نفسًا بريئة ويدخل الجنة، نتمنى من هيئة الرياضة أن تلزم الأندية بتوفير مبالغ من ميزانيتها وما يقدمه أهل الخير ورجال الأعمال؛ لتفعيل النشاطات الثقافية والاجتماعية بالأندية وأي من الأندية يخالف ذلك تخفض ميزانيته أو إعانة الهيئة في العام القادم، والأندية التي تفعلها ترفع الميزانية الخاصة بالنادي العام القادم.
لدينا في المملكة العربية السعودية 153 ناديًّا قائمًا وجلها مع الأسف أصبحت من أجل الأضواء والشهرة لاتفكر إلا بلعبة واحدة هي كرة القدم، ونجد الموهوبين بالألعاب الأخرى لم يجدوا الدعم والتشجيع، وفي الغالب قد تكون اللعبة ملغية بالنادي إذا تم استثناء أندية الشرقية، وبعض أندية المنطقة الغربية وأندية صغيرة خجولة أخرى في بعض المناطق من احتوى الشباب توفير كل ما يجذبهم؛ لارتياد النادي وإتاحة الفرصة له لممارسة النشاط أو اللعبة التي يفضلها وتسجيله بها، كما يجب أن تخصص الأندية جميعها ساعات يومية ليزاول الشباب هواياتهم ونشاطاتهم داخل النادي، وتوفير المرطبات لهم وإذا تعذر تُقدم بأسعار رمزية عندما نحتويهم.
سوف نكتشف مواهب في العديد من المجالات، وقبل هذا وذاك نقتل الفراغ لديهم ونبعدهم عن المجرمين الذين يتربصون بهم؛ لتضليلهم وتلويث أفكارهم ومعتقداتهم حيث نسهم من خلال الأندية في جعل العقل السليم في الجسم السليم الذي بالتالي يقدم لنا شبابًا مسلمًا نقيًّا؛ محبًا لوطنه، منكرًا ومحاربًا كل من يسعى لجعلهم أدوات تدمير لوطنهم ومكتسباته، فهل تعود الأندية كما كانت وتفتح صفحة جديدة لتحتوي الشباب السعودي، الثروة الوطنية الثمينة، رجال الوطن مستقبلًا وحماته بأمر الله.
لنتكاتف جميعًا قطاعات وآباء وأسر؛ للحفاظ على شبابنا وحمايتهم يدًا بيد مع الدولة -أيدها الله- بنصره، وحمى الله هذا الوطن الذي ليس ككل الأوطان فهنا قبلة المسلمين الحرمين الشريفين، يجب أن يكون شبابها قدوة في كل شيء.
محمد عبدالعزيز اليحياء