مع كامل قناعتي بأن مباريات الكؤوس لا تخضع للحسابات النظرية، بل تحكمها ظروفها الخاصة، ومعطياتها الآنية، رغم هذه القناعة إلا أنني أرى نادي النصر (العالمي) الأوفر حظًّا من شقيقه نادي الاتحاد العميد في الحصول على بطولة وكأس ولي العهد، هذه الكأس الغالية، بمكانة راعيها، وتاريخها الجميل منذ انطلاقتها.
الراجح لي أن فريق النصر يملك حظوظًا أوفر، حيث سيلاقي فريق خرج من هزيمة صحبتها أحداث مؤسفة، وتوتر وشد وجذب، لا شك أن لها ظلالها النفسية السلبية على لاعبي وجمهور الاتحاد، ومهما كانت الجهود المبذولة في تلافي هذه الأضرار؛ فالمتوقع أن يكون لها أثرها، ولو طفيفًا، على “العميد”، في مقابل ذلك سيدخل “العالمي” المباراة بغير ضغوط خارجية كبيرة بحجم ما يتعرض له الاتحاد هذه الأيام.. نعم لم تكن نتيجة المباراة الأخيرة التي خاضها “العالمي” في بطولة الدوري مرضية لجمهوره، سواء على مستوى الأداء أو النتيجة، وظهرت بعض الثغرات في خطوط الفريق، ولكن كان الوقت كافيًّا في الفترة السابقة لتلافي ذلك من قبل الجهاز الفني واللاعبين، في إذا ما أحسن الجهاز الفني وضع الخطة المناسبة وحسن توظيف عناصر الفريق، وقراءة مجريات المباراة وتقلباتها بحضور ذهني كبير، فإن النتيجة ستكون في صالحه، بما يضمن لـ”العالمي” أن يسجل حضوره في دفتر أصحاب الكؤوس والبطولات هذا العام، بانتظار تقدمه في بطولة كأس الملك.
أما نادي الاتحاد فإن دوافعه للحصول على هذه البطولة، من المفترض أن تكون كبيرة، حيث يبدو في مسيس الحاجة إلى مصالحة جماهير، والتعويض عن الخروج – نظريًّا – من المنافسة على بطولة الدوري، فالظفر بهذه الكأس يعني له الخروج من أزمة خانقة تحاصره هذه الأيام، وذهاب البطولة يعني مزيدًا من الأزمات في البيت الاتحادي..
إذًا إنها بطولة الجريحين، فمن يداوي جراحه على حساب الآخر؟
د. علي عثمان مليباري