اقتصاديات الزكاة والوقف في الإسلام

(مكة) – الرياض

صدر مؤخراً كتاب ” اقتصاديات الزكاة والوقف ” للبروفيسورة مني محمد الحسيني عمار ـ أستاذ الاقتصاد الإسلامي ـ و تقدم الزكاة والوقف من منظور اقتصادي باعتبارهما آدتين من أدوات السياسة المالية الإسلامية والتي اثبتت فاعليتها في علاج المشكلات الاقتصادية في الوقت الذي عجزت فيه أدوات السياسة المالية التقليدية في تقديم حل أو علي الأقل الحد من تفاقم تلك المشكلات الاقتصادية . وجاء الكتاب في 331 صفحة واشتمل على عشرة فصول واعتمدت فيه الدكتورة على 102 مرجع لتقدم به للمكتبة الاقتصادية الإسلامية عملاً فريداً ومتميزاً و قد استغرق تأليف واعداد الكتاب خمس سنوات الذي أوقفته على روح والديها .

كما تطرق الكتاب إلى الدور الاقتصادي للزكاة من حيث و ظيفتها في علاج مشكلة الركود الاقتصادي و الحد من مشكلة التضخم بأنواعه المختلفة و في علاج مشكلتي الفقر والبطالة هذا علاوة على بيان دور الزكاة في زيادة الدخل القومي وليس فقط احداث التوازن فيه كما تقدم النظريات التقليدية وقد تبنى البحث النموذج القياسي الذي تبنته تلك النظريات التقليدية . كما اشتمل الكتاب على عرض تقييم للتطبيقات المعاصرة للزكاة الإيجابية منها والسلبية وذلك لكل من الجانب النظري والعملي كما عرض نماذج من تطبيقات الزكاة في الواقع سواء الحكومية منها وغير الحكومية.

ولأهمية الوقف فقد استعرضت الحسيني في الجزء الثاني الوقف ومقاصده ومقارنة الوقف بين الماضي والحاضر من خلال وضعية الأوقاف في بلاد المسلمين والتحديات التي واجهت الوقف وكيفية النهوض بالوقف وإحياء سنته و عرضت التطورات التي أدت إلي وجود أشكال جديدة للوقف كما تم عرض صور جديدة من الأوقاف العينية ووقف الحقوق والمنافع والخدمات وكذلك الأموال النقدية والمختلطة .

و ركزت الحسيني على دور الوقف في تحقيق التنمية الاقتصادية والبشرية والمستدامة مع استعراض لمؤسسات وقفية تمارس نشاطها في الدول الإسلامية سواء الحكومية منها وغير الحكومية. و في الختام تؤكد البروفيسور الحسيني أن من يطبق اليوم أدوات السياسة المالية في الإسلام ومع الأسف غير المسلمين طبعا ليس بمفهوم إسلامي ولكن تحت مسمي التكافل الاجتماعي ومؤسسات المجتمع المدني مشيرةً إلى انتهاج الكتاب نفس النموذج الرياضي الذي تبناه الاقتصاد الوضعي لتوضيح دور الزكاة في زيادة الدخل القومي تحقيقا لمعناه ومقاصده وهما الزيادة والنماء .