عبدالله احمد الزهراني

العفو الرياضي

تشرّف الوسط الرياضي يوم الجمعة الماضي برعاية سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية للنهائي الكبير بين فريقي النصر والاتحاد في استاد الملك فهد الدولي، وقد تشرف الفريقان بالسلام على سموه وأجمع المتابعون بأن النهائي كان عرسًا رياضيًا تابعه الجميع على مستوى الوطن العربي. حيث التقى سموه بالرياضيين وبمعيته سمو سيدي ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حيث عمّت الفرحة الصغير والكبير بهذا العرس الرياضي غير المستغرب من قيادتنا الرشيدة، فقد تعودنا منهم رعاية الشباب ودعم الأنشطة الرياضية على أكبر مستوى.
بهذه المناسبة الغالية على جميع الرياضيين أتمنى من سمو سيدي ولي العهد راعي المباراة النهائية رفع الإيقاف عن الرياضيين وإطلاق سراح الموقوفين منهم سواءً كانوا لاعبين أو إداريين أو إعلاميين، فالبعض منهم يقبع خلف القضبان والبعض الآخر يتردد على أقسام الشرطة والمحاكم الجزائية، بسبب بعض القضايا الرياضية، حيث استعان بعض المنتسبين للوسط الرياضي بالشرطة لحل بعض الإشكاليات الرياضية التي تعترضهم خاصة فيما يطرح في وسائل الإعلام، وهم وإن كان لهم كل الحق في ذلك لكن كنت أتمنى أن يقابلوا الإساءة بالحسنة وأن يتعاملوا معهم بمبدأ (الروح الرياضية) وأن يطبقوا شعار العفو عند المقدرة، فمهما كانت المبررات فنحن أسرة واحدة ومجتمع واحد، والمجتمعات الجماهيرية لا تخلو من بعض الاستفزازات التي اصبحت شرًا لا بُد منه وهي غالبًا ما تزيد من التنافس الرياضي وتشجع الجماهير على الولاء للفريق، ولهذا نجد الإعلام الرياضي أقوى إعلام اليوم وأكثر متابعة من غيره، وهذا ليس تبريرًا لأخطائه ولا تشجيعًا للتعصب في الطرح والسماح بتجاوز الخطوط الحمراء ولكن أقصد أن يبقى التنافس داخل الوسط الرياضي دون اللجوء للشرطة والمحاكم خاصة، وأن غاليبة المنتسبين للوسط الرياضي من وجهاء المجتمع ، فمنهم الأكاديمي والمعلم وكل واحد منهم لديه مسؤولية مجتمعية بخلاف رعايته الأسرية لذويه ، فأرحموا عزيز قومٍ (زل) .

أتمنى من سمو سيدي الأمير عبدالله بن مساعد ، رئيس الهيئة العامة للرياضة والدكتور عادل عزت رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ، و رؤساء الأندية الرياضية الكرام بمناسبة هذا العرس الرياضي الكبير الذي رعاه سمو سيدي ولي العهد وسمو ولي ولي العهد العفو عن كل من أساء إليهم ، وفتح صفحة جديدة معهم فالعفو من شيم الكرام ، وأجزم بأنهم تعلموا الدرس فالهدف تنبيهم وليس تجرميهم، نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يعفو عنا وعنكم يوم نلقاه.

ختامًا

نرفض التعصب جملة وتفصيلاً ونرفض الإساءة بكل اشكالها وانواعها وندعوا للتسامح والعفو وإظهار الروح الرياضية داخل وخارج الملعب ، ولعلي أذكّر بما قال الشاعر :

سأُلزِمُ نفسي الصفحَ عن كلِّ مذنب
وإن كثرت منه إليَّ الجرائمُ
فما الناسُ إلَّا واحدٌ مِن ثلاثةٍ
شريفٌ، ومشروفٌ، ومثلي مُقاومُ
فأمَّا الذي فوقي فأعرفُ فضلَه
وأتبعُ فيه الحقَّ والحقُّ لازمُ
وأما الذي دوني فإن قال صِنتُ عن
إجابتِه عِرضي وإن لام لائمُ
وأما الذي مثلي فإن زلَّ أو هفا
تفضَّلتُ إنَّ الحلم للفضلِ حاكمُ

Related Articles

3 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button