جولة الملك سلمان الشرق الآسيوية لدول عظمى كالصين واليابان في حد ذاتها تعد مسارا عظيما يتسم بذكاء سياسي؛ لمواجهة التحديات التي تواجه العالم العربي والإسلامي؛ فنراه يوثق علاقاته مع العملاق القادم الصين، والتي تعتبر أعظم دولة اقتصادية في العالم فتبرم معها أضخم صفقات استراتيجية ضخمة تشمل جميع المستويات كافة.
إنها القفزة العملاقة، وفتح صفحات جديدة لقيام شراكة استراتيجية على أرض الواقع، وتنفيذ لمشاريع جديدة، والمضي قدما لمواجهة التحديات التي تهدد أمن العالم واستقراره كالإرهاب، والتدخل في شوون الغير وسباق التسلّح وصدام الثقافات.
هذا المسار الذكي الذي انتهجته السعودية سيغيظ، ويعيد حسابات عدة دول عظمى أهمها أمريكا ثم روسيا، وفي نفس الوقت يعد من أقوى وأمتن مصالح السعودية بالدرجة الأولى والشرق الأوسط.
وساندت هذا المسار زيارة ولي ولي العهد محمد سلمان إلى أمريكا، وإعادة العلاقات المتينة والصداقة القديمة منذ عهد الملك عبد العزيز وروزفلت.
ومما لا يدع مجالا للشك هو أن السعودية الأقوى عربيا وإسلاميا لما تمتلكه من مقومات دينية، واقتصادية، واستراتيجية، وأنها قلب العالم الإسلامي اصبحت دولة مستهدفة من عدة دول وعددة منظمات وأحزاب؛ فإن زيارة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لأمريكا ومقابلته للرئيس الامريكي دونالد ترامب هي بمثابة أقوى اللقاءات و أقوى الصفقات مع الظروف الراهنة للوضع العربي والعالمي ككل، وفي نفس الوقت أقوى الصفعات لدول مثل إيران وروسيا.
أولا: بهذه الزيارة التاريخية عادت العلاقات المتينة القديمة بين دولتين صديقتين؛ أمريكا (الدولة تؤمن بالوثائق والعهود والمصالح المشتركة). المملكة العربية السعودية دفعت المليارات؛ ففي سبيل الوطن يرخص المال.
ثانيا : توطيد العلاقات مع الصين كدولة عظمى يحفز أمريكا، ويجعلها بالمنافس القوي؛ لكسب ود السعودية.
والنتيجة هي أن العلاقات ستقوى بين السعودية وأمريكا على جميع الأصعدة.
ثالثا : إيران ستعيش عصر الخوف والرعب والانحطاط، وربما الاستسلام للأمر الواقع وكنتيجة لذلك ربما يحدث تغيرات جذرية في السياسة الخارجية لإيران مع الدول المجاورة لها.
رابعا: روسيا ستصاب بالإحباط الشديد؛ من سياسة أمريكا الجديدة التي تغيرت بين عشية وضحاها إلى ١٨٠ درجة.
وهناك خامسا وعاشرا … في صالح السعودية والشرق الأوسط ككل.
وكما يقول الغرب : النجاح هو نتيجة التخطيط المدروس والمسبق.
وفي دستورنا القرآن لنتأمل هذه الآية دوما وأبدا:(أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَىٰ وَجْهِهِ أَهْدَىٰ أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَىٰصِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)
بقلم/ نجلاء القويز