حوارات خاصة

الأحمدية .. طائفة ضالة تستهدف الإسلام في الجزائر

الجزائر : عبد العزيز أيمن
تحولت شبكات الطائفة الأحمدية أو القاديانية خطرا حقيقيا يواجه الجزائر، في وقت تكثف فيه السلطات الأمنية في البلاد جهودها لإلقاء القبض على أتباع هذه الطائفة والحد من انتشارها.
والجماعة الأحمدية هي طائفة تؤمن بميرزا غلام أحمد، الذي ولد في بنجاب في القرن التاسع عشر الميلادي، وادعى أنه رسول، وهو ما دفع علماء العالم الإسلامي والهيئات إلى إصدار فتاوى تنص على أن أتباع هذا المذهب خارجون عن الإسلام.
حيث ألقت مصالح الأمن الجزائرية القبض على هؤلاء الأحمديين بعدة محافظات بعد تلقيها لمعلومات وتقارير تفيد بأن أشخاصا يقومون بأغراض مشبوهة، لتباشر إثرها ذات المصالح عمليات تحر ومتابعة واسعة توصلت من خلالها الى توقيف العشرات ،والعثور على مصحف محرف، ومناشير تشهيرية تدعو إلى الانضمام إلى الطائفة الأحمدية والإيمان بمعتقداتها، وقد اعترف عناصر الشبكة بعزمهم على فتح مركز دعوي من أجل الدعوة إلى عقيدتهم التي ينتمي إليها حوالي 1000 شخص في البلاد.

ووفق ما جاء في تقارير إعلامية فإن القاديانيين يتمركزون في مناطق متعددة، كما أن فئاتهم العمرية مختلفة، مضيفة أن هذه الشبكات باتت تتغلغل بشكل كبير في البلاد، مما جعل السلطات تعتبر أن “القضية أمنية وليست دينية”،

وتعمل هذه الحركة على زرع معتقداتها الخاطئة في أذهان الشباب الجزائري المسلم، من خلال ادعاءاتها بتبعيتها للدين الإسلامي إلا أن الحقيقة تؤكد عكس ذلك، حيث يؤمن الأحمديون بأن النبي محمد ” عليه الصلاة والسلام ” ليس آخر الأنبياء، وأن المدعو “ميرزا غلام ” هو أحد أنبياء الله، وهو ما يؤكده المصحف المحرف الذي حجزته مصالح الأمن الجزائري عند القبض على أفراد هذه الطائفة والتي وجدت بحوزتهم مناشير تشهر لمعتقداتهم.
ونشأت الحركة الأحمدية أو ما يعرف بالطائفة الدينية “القديانية” مع بداية 1900م بتخطيط من الاستعمار الإنجليزي في القارة الهندية، وهي فِرقةٌ ضالَّةٌ تنسب إلى مِيرْزَا غُلام أحمد القَاديَانِي البنجابي الهندي الهالك، الذي كان الأداة الأساسية لإيجاد هذه الطائفة التي تقوم دعوتها على عقائد باطلة تخالف عقيدة المسلمين ، وبالرغم من ارتداء هذه الحركة لطاقية الإسلام إلا أنها بعيدة كل البعد عن الدين الإسلامي وتقوم على اعتقادات تصب حول أنّ النبوَّةَ لم تختم بمحمّد صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، بل هي باقية بحسب حاجة الأُمَّة، كما يعتقدون أنّ جبريل عليه السلام كان يوحي إلى “غلام أحمد القادياني”، حيث يقول إن نبوته أرقى وأفضل من الأنبياء جميعًا، ولهم كتاب مُنَزل يحمل اسم “الكتاب المبين” هو غير القرآن الكريم، فلا قرآن إلاّ الذي قدّمه أحمد القادياني أو المسيح الموعود -حسبهم-، ولا يعملون بحديث إلاّ على ضوء توجيهاته، إذ لا نبي إلاّ تحت سيادة غلام أحمد القادياني.
وقد تصدى لهذه الدعوة الأحمدية عند ظهروها في الهند الشيخ أبو الوفاء ثناء الله الأمر تستري أمير جمعية أهل الحديث في عموم الهند، حيث ناظر القادياني وأفحم حجته وكشف خبث سريرته وكفره وانحراف نحلته، كما أجمعت الأمّة الإسلامية جمعاء على تكفيرهم وصدرت فيهم فتاوى، ومن هؤلاء ممثلو المنظمات الإسلامية الذين حضروا مؤتمر رابطة العالم الإسلامي الذي عقد بمكة عام 1394 هـ وأعلنوا كفر القاديانية ، ومنهم اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية، وهيئة كبار العلماء بالسعودية، والمجمع الفقهي التابع للرابطة ومجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، ومجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، كما أصدر البرلمان الباكستاني قرارا بأنهم أقلية غير مسلمة تكذب ما في القرآن وتحرف معانيه بما يخالف إجماع الأمة، وتنكر كثيرا من صفات الله وحياة عيسى ونزوله ورفعه إلى السماء، كما تنكر ختم النبوة، وتدعي أن قائدهم نبي يوحى إليه.
وحيث تذهب الجماعة الأحمدية الناشطة بالدول العربية إلى القول بأن كلمة “القاديانية” لا تعنيها وهي تتبرأ منها، وذلك كون القاديانية كما يقال أو يروّج لها تقول بأنّ أتباعها يحجّون إلى قاديان التابعة إلى مقاطعة البنجاب بالهند، بينما الجماعة “الإسلامية” الأحمدية – كما تطلق على نفسها-، تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ولا تمارس التقية أو التورية، وقبلتهم هي الكعبة كسائر المسلمين، ويؤمنون بخاتم النبيين، كما يؤمنون بأنه يأتي نبي تابع يجدّد الدين على طريقة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والمسلمون جميعا بانتظار هذا النبي المعروف بالمهدي المنتظر، وتختلف مع السلفيين في مفهوم النصوص القرآنية، أو التي جاءت في الحديث النبوي لأن هناك المجاز والكناية والتشبيه وغير ذلك، والذين يتبعون ميرزا غلام أحمد الذي عاش بين القرنين الثالث عشر والرابع عشر هجري في البنجاب بالهند، وجاء تابعا لشريعة النبي محمد عليه الصلاة والسلام لم يأت بشيء من عنده حسبهم.
من معتقدات الجماعة الأحمدية التي توجب تكفيرهم.
يعتقد القاديانية بتناسخ الأرواح، حيث تزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ثلاث مرات، إحداها عندما حلت الحقيقة المحمدية في المتبع الكامل يعني نفسه، كما يعتقدون أن الله يصوم ويصلي وينام ويخطئ “تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا”، ويعتقدون أن النبوة لم تختم بمحمد صلى الله عليه وسلم بل هي جارية، وأن الله يرسل الرسول، حسب الضرورة.
ويقول أحمد القادياني صاحب الجماعة الأحمدية بأنه لا قرءان إلا الذي قدمه هو أو كما يسمي نفسه المسيح الموعود (الغلام)، ولا حديث إلا ما يكون في ضوء تعليماته، ولا نبي إلا تحت سيادة “غلام أحمد”، ضمن كتابه المنزل واسمه الكتاب المبين، وهو غير القرآن الكريم ، ويعتقد معتنقو “الإسلام الأحمدي” أنهم أصحاب دين جديد مستقل، وشريعة مستقلة، وأنهم رفاق الغلام كالصحابة، ويطلقون على أنفسهم “رجال البعثة الثانية”، كما يعتقدون أن الحج الأكبر هو الحج إلى قاديان وزيارة قبر القادياني، ونصوا على أن الأماكن المقدسة ثلاثة: مكة والمدينة وقاديان، فقد جاء في صحيفتهم: “إن الحج إلى مكة بغير الحج إلى قاديان حج جاف خشيب، لأن الحج إلى مكة لا يؤدي رسالته ولا يفي بغرضه”، كما تبيح الأحمدية الخمر والأفيون والمخدرات ولحم الخنزير، وكل مسلم عندهم كافر حتى يدخل القاديانية، كما أن من تزوج أو زوَّج لغير القاديانيين فهو كافر!!.
وللقاديانيين نشاط موسع بدأ يظهر في السنوات الأخيرة عبر مختلف دول العالم، لهم مهندسون وأطباء ودعاة متفرغون للدعوة إلى ضلالهم، حيث شيدت الأحمدية آلاف المساجد لنشر دعوتها وتمكينها في مختلف ربوع الأرض، كما نشرت في معظم أنحاء العالم شبكةً لمراكز الدعوة الإسلامية واسعة النطاق والتأثير، واستطاعت أن تتأسس حتى اليوم في أكثر من 170 بلدًا، وبلغ عدد أتباعها عشرات الملايين.
وقامت الجماعة الأحمدية بمشروع نشر القرآن الكريم وترجمة معانيه بما يتعدى 56 لغة عالمية إلى اليوم، كما افتتحت قناة فضائية عالمية بلندن والتي تتوخى من خلالها إحياءَ المفاهيم “الإسلامية” الأحمدية، كما تحاول استدراج المسلمين من خلال تقديم المساعدة للفقراء عبر خدماتها المجانية في مجالات الصحة والتعليم والتنمية في البلدان الفقيرة والمناطق المنكوبة.
هذا ويلاحظ لهم نشاط مكثّف في إفريقيا والدول الغربية بتدعيم الجهات الاستعمارية، حيث حذرت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية من انتشار طائفة دينية تسمى ”القاديانية” أو ”الأحمدية” في المغرب العربي والجزائر، وذلك بعد انكشاف أمرها في باكستان ودول الخليج، كونها فرقة ضالة ومنحرفة عن الدين ولها أهداف غربية وتشكل خطرا على المسلمين، بعد التأكد من تمكنها الدخول إلى المغرب العربي، حيث وجدت ضالتها بين بعض من السكان وخاصة شريحة الشباب التي تحاول فيها استهداف الطلبة.
واستطاع هذا المذهب المتطرف الزحف على الدول العربية والمسلمة بعد أن أخفق في باكستان ومنطقة الخليج العربي، علما أن المقر الرئيس لـ”القاديانية” يقع في لندن، وهي تعمل على استقطاب الشباب المسلم خاصة الطلاب، وتستغل عدم معرفتهم بهذا المذهب الخطير على عقيدة المسلمين، كما انتهزت مؤخرا فرصة ما يعرف بالربيع العربي في تونس وليبيا وحتى مصر والسودان للترويج لمنهجها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى