عبدالله سعيد الزهراني

صديقي (القسيس)

التقيت به في حرم الله الذي وصل إليه لأول مرة في حياته رغم أنه في عقده الخامس، وكان نور الإيمان يشع من وجهه، والسعادة تكاد تنطق من كل عضو فيه.
إنه صديقي عمر جابر والذي كان ( قسيس) نصرانيًّا، فرغم بلوغه منزلة مرموقة في عالم الكنيسة حيث أصبح الرجل الثالث بالكنيسة ببلاد النوبة بالسودان إلا إن رحلة الشك بعقيدة (التثليث)، وهي مايعتقده معظم النصارى من أن الله ( ثالث ثلاثة) تعالى الله عما يقولون علوًا عظيما أخذت تترسخ وتتزايد بعد قيامه بدراسة مقارنة بين القرآن العظيم والكتاب المقدس (الإنجيل).
حيث قال إن هذا الكتاب بمحتواه الحالي المحرف لايستحق أن يُسمى(كتاب مقدس) حيث يفترض في الكتاب المقدس أن يكون سماويًّا( من عند الله تعالى)، وبالتالي تجده يُعَظِّم الله تعالى وصفاته وأفعاله، ويحترم رُسله وأنبيائه كما هو موجود بين دفتي القرآن العظيم، إلا إن الكتاب الذي بين أيادي النصارى حاليًّا لايُعظم الله تعالى، بل يصفه بصفات نقص ويتهم رسل الله وأنبيائه بأبشع التهم، والسبب أنه من كلام البشر، بل من أسوأ البشر، وهو ( بولس) اليهودي الذي كتب ( الإنجيل) وأول من حرفه، ثم استمر التحريف حسب هوى كل كنيسة وكل إمبراطور، وقال لي صديقي(عمر المسلم) الذي عاش أكثر من ثلاثين سنة في النصرانية وهو يصارع عقله ووجدانه حول سؤال واحد( هل يُعقل أن يكون لهذا الكون إله غير الله) وقد وجد جميع الإجابات في كتاب الله العظيم قال تعالى:﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَة إِلَّا اللَّه لَفَسَدَتَا﴾.
وقال إن القرآن خاطب عقلي ووجداني، قال تعالى:﴿ مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَٰهٍ ۚ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِعَمَّا يَصِفُونَ ﴾ وقال والسعادة تغمر قلبه وروحه، لقد تصالحت مع ربي، وتصالحت مع نفسي، ومع العالم بأسره..
صديقي( القسيس السابق) والمسلم الداعية الآن دعا جميع القساوسة والبطارقة وأرباب الكنيسة من النصارى أن ينقذوا أنفسهم من نار الله الموقدة، وأن يستجيبوا لداعي الله الذي يشعرون به في ضمائرهم ويعودوا للحق ولا يستمروا في العناد وهم على يقين أنهم على باطل، كما دعا المسلمين للثبات على دينهم الحق وأن يكثروا من حمد الله وشكره أن هداهم للإسلام .
صديقي(عمر) قام بأداء العمرة وبكى بكاءً شديدًا عندما رأى الكعبة المشرفة لأول مرة، والمسلمون من أكثر من ١٦٠ دولة منهم الأبيض والأسود والأحمر والصغير والكبير يطوفون حول بيت واحد ويسألون إلهًا واحدًا وقال:( كدت أن أكون من حطب جهنم)،
الحمد لله بالإسلام..

عبدالله سعيد الحسني الزهراني
باحث في تاريخ وآداب الحرم.. مكة

 

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button