الحاجة إلى الطب كتخصص ، ستظل قائمة ما بقيت الحياة، وعليه فإن الإكتفاء فيه يعد مما يستبعد لإعتبارات شدة الحاجة إليه، تلك الحاجة المرتبطة بالصحة، التي هي أغلى ما يملكه الإنسان ، فالطبيب يمثل – بعد الله – طوق نجاة للمريض ، يتساوى في ذلك كل العالم ، وهنا أجد أن بطالة الطب تمثل بطالة قرار ، وليست بطالة احتياج ، وهو ما يعكس واقع خريجي الطب لدينا من أطباء ، وأخصائيين ،وفنيين .
هذه البطالة التي بقدر ما تمثل لهم صدمة قاسية بعد عناء الدراسة، فإنها في الوقت ذاته تدفع نحو مزيد من الإحباط لمن هم على مقاعد الدراسة من الطلاب . فكيف نشأت هذه البطالة؟! ولمصلحة من يبقى هؤلاء الخريجين عاطلين؟! وهل يعقل أن مرافقنا الصحية اكتفت من الكوادر الطبية الوطنية؟! وما تفسير هذا الكم الكبير من الوافدين، وبمختلف مجالات الطب، الذين تعج بهم المرافق الصحية الحكومية والخاصة؟!
تساؤلات يقف أمامها المتأمل حائراً ، وهو يتابع كل تلك الأصوات المخنوقة (بطالة) من خريجي الطب ، وهم يشكون المعاناة ، والتهميش ، والتضييق أمام فرص العمل ، وفي هذا الجانب أسوق إليكم مثالا يسيرا ، يوضح حجم ذلك التضييق ، والمتمثل في محدودية مقاعد (البورد السعودي) ، أمام العدد الكبير من الخريجين، فإذا أتيح فقط 2000 مقعد أمام ما يزيد عن 6000 خريج فكم يا ترى سيصبح عدد العاطلين بعد سنوات قليلة؟!
إن واقع خريجي الطب ، من أبناء الوطن ليس كما يتصوره العامة ، فمن يقترب من ذلك الواقع، سيضرب أخماساً بأسداس، فبقدر ما بذله أولئك من جهد ليحصلوا على الوثيقة ، فإنهم مطالبون بأضعاف أضعاف ذلك الجهد ؛ صبراً على انتظار، ومعاناة من عقبة ، يتلوها عقبة، وواقع (هيلمان طبيب)، ومصروفه من جيب والده !
فما هذا يا صنّاع القرار؟! وكيف يضيق الوطن بمثل هذه الكوادر المتميزة من أبنائه ، الذين هم أبقى له من غيرهم ؟! امنحوا أبناء الوطن من خريجي الطب بعضاً من تلك التسهيلات ، التي مهدت لهذا الكم الكبير من الوافدين ، واعلموا أنهم لم يتكبدوا عناء دراسة الطب، ليشتغلوا (كدَّادة) ، وأن بقاءهم عاطلين هدرٌ لقدرات الوطن أولى بها ، وإلا لماذا هيأ لهم كل المعطيات ليصبحوا أطباء؟! وعن واقع بطالة الطب أقول وبالفم المليان : (يا سيدي بدري) ! ، وفال صوتهم سماع .
خالد بن مساعد الزهراني
3
ما يجرى لخريجي الطب…هي صوره كربونية … لما جرى لشبابنا في كل المجالات الاخرى خلال ال ٢٠ سنه الماضيه…والبطاله آلتي واجهوها… ونتج عن ذلك حوار..وجدل عقيم عن مسببات تلك البطاله..ووجهت الأسباب سؤ مخرجات التعلبم وإلحاحه الى مزيد من التدريب… في الوقت الذي لم يلتفت فيه الى الحقيقه والعائق الأكبر … وهو ان سوق العمل تشكلت خلال ال ٣٠ سنه الماضيه بشكل يتناسب مع الوافدين الذين كنا في حاجة لهم لشغل كل الاعمال…… واليوم ا تغير الحال ولكن يوق العمل بظوابتها وانظمتها وطبيعتها كما هي….
مقاله رائعه تحكي معاناتنا بالتفصيل بوركت اناملك استاذ خالد
حسبي الله ونعم الوكيل