في ظل غياب تام لهيئة مكافحة التسول زاد انتشار المتسولين في مساجد وطرقات مكة المكرمة.
فلايكاد يخلو مسجد من متسول أو متسولة سواء كان ذلك المسجد صغيرا أو كبيرا.
يدعم انتشارهم غياب مكافحة التسول وتخليها عن دورها أولا، وثانيا هذا الكرم الحاتمي من رجال ونساء هذا الوطن الكريم فعندما يجد المتسول من يعطيه وبسخاء سيظل ينتظرنا عند أبواب المساجد وفي إشارات المرور .
ومما يعجب له المرء أن هؤلاء المتسولون قد تمرسوا على إلقاء الخطب واختيار كلمات ونبرات صوت توحي بالفاقة الشديدة، بل وزاد الأمر بله إضافة حركات وإيماءات الجسد بما يوحي أن هذا المتسول لن يصل إلى بيته وأنه سيفارق الحياة في منتصف الطريق رغم أن منهم من لازال شابا فتيا يستطيع العمل، وكسب المال بعرق الجبين بعيدا عن ذل السؤال لكنه رضي لنفسه الهوان، فطرق سبيل التسول كمصدر كسب سهل، يدعمه شعب تنقصه التوعية في هذا الجانب.
وهذا لايعني أنا ندعو الناس إلى ترك الصدقة وإلى عدم الإنفاق في سبيل الله، لكنا نتأمل أن ينفقوا أموالهم على من يستحق ومن خلال القنوات الصحيحة والمأمونة والأكثر نفعا للفقراء.
وفرت الدولة قنوات عديدة لمساعدة المحتاجين، ودعمهم بما يحتاجون من أموال وموارد عينية من أرزاق وملابس، ومن أبرز هذه القنوات الجمعيات الخيرية والضمان الاجتماعي.
فلماذا لانودع صدقاتنا في هذه القنوات؛ لتصل لمستحقيها ونضمن عدم وصولها إلى أعداء هذه البلاد، والتي ربما تصرف ضدنا لعل أقل مافي الأمر أن تصرف على وسائل إعلام توجه برامجها للإساءة لنا ولبلادنا وبأموالنا التي أعطيناهم نحن المواطنين الفقير منا والغني تقربا لله.
حمود أحمد الفقيه