المقالات

تعليق الدراسة… بين الإفراط والاعتدال

لاتكاد تمر حاله جوية وتتناقلها الأخبار حتى ترتفع المطالبة بتعليق الدراسة، وبينما يتابع البعض خبرا مؤكدا من هنا أو هناك عن تعليق الدراسة….

كنت أتابع ردود الأفعال من الطرفين من التعليم ومن أولياء الأمور

ولعل أولها :
ردات فعل مديري التعليم أمام المطالبة الإعلامية والتويترية بتعليق الدراسة وكلها تشكل ضغوط، ولكن صوت الحكمة يتجلى في المواقف الصعبة.

صرح مدير تعليم جدة بكلام جدير بالاهتمام فقال:

(… إن المدارس مراكز إيواء ومسجلة لدى الدفاع المدني على هذا الأساس، وأنه في حالات الطوارئ والفيضانات يتم اللجوء إليها لإيواء المتضررين، مبينا أنه لا يجوز بعد وصول الطلاب والطالبات للمدارس إخراجهم بحجة الغبار أو غيره….)
مثل هذا التصريح الصريح هو رسالة تطمين من مدير تعليم على قدر عال من المسئولية موجهة للطلاب والطالبات وأولياء أمورهم بأن المدارس مجهزة وبالتنسيق مع جهات أخرى بكل مايلزم لسلامة مرتاديها لو حدث أي طارئ اضطرهم للمكوث بها حتى زوال ذلك العارض.

وهذا يعني تأمين وتوفر الإمدادات اللازمة من طعام وشراب ومايلزم من إسعافات أولية، وأن هناك جاهزية لنقل أي حالة تتطلب ذلك بالتنسبق مع جميع الجهات ذات العلاقة من خلال الدفاع المدني وغيره حتى زوال العارض وخروج الأبناء والبنات إلى بيوتهم سالمين غانمين..،
هذه المعلومة الهامة لا يدركها معظم من يطالب بتعليق الدراسة تحت أي ظرف محتمل وليس فقط تحت الظروف المؤكدة،
ولو تم الانسياق خلف رغبات أو مخاوف هذا النوع من المطالبات لاختلت العملية التعليمية ولانعكس سلبا على ثقة الطلاب بمحاظنهم التعليمية وعلى شعورهم بأهمية الانضباط وجدية المواظبة وهذا ما نستشعره من تصريح مدير تعليم الرياض إذ قال:
“لا يمكن تعليق الدراسة بسبب نسبة بسيطة لإصابات طلاب بأمراض تنفسية، حيث لا تتعدى نسبتهم 11% من مليون طالب”…)
وبغص النظر عن النسبة المذكورة وكم تشكل فعليا من مجموع أعداد الدارسين والدارسات إلا أنه لا يحق لنا التشكيك في قصده ومراده ولا في اهتمامه وشعوره بالمسئولية وتغليب المصلحة العامة وغرس قيم الالتزام والجدية بضرورة المواظبة على الحضور تحت كافة الظروف مع القدرة على التعامل مع النسبة الضيئلة من الحالات التي قد يحدث لها انزعاج وإشكالات من هذه العوارض الجوية ويمكن التعاطي معهم بحلول أخرى دون تعطيل دور التعليم بكافة مراحلها ولا ترسيخ هذا التراخي في نفوس الأجيال ولا مبرر لقلقل أولياء الأمور؛ حيث إن الانسياق لهذا المنحى سيكون له آثاره التربوية السلبية على المديين المتوسط والبعيد ..،

وبرأيي أن في كلا التصريحين جدية واستشعار للمسئولية ، وكان ينقصنا فقط كمتابعين لهذه التصريحات المهمة إعلان ماهية الخطط؟ ومدى جاهزيتها؟ في حال تفاقم بعض العوارض الجوية الطارئة وتثقيف المجتمع ببدائل التعليق الدراسي وبالإجراءات الوقائية مادام أن دور التعليم مصممة لتكون مأوى في حال الكوارث .. لتطمئن قلوب الجميع.

محفوظ الغامدي

محفوظ الغامدي

‏‏‏‏‏‏‏‏(باحث في الخطر الإيراني)‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏ إعلامي وتربوي - ماجستير في التاريخ الحديث

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. انصفت مدير تعليم الرياض بحسك التربوي واستشعارك لمعنى المسئولية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى