يحتفل العالم كل عام في الثامن من شهر مارس بيوم المرأة العالمي، وقبله في الرابع عشر من فبراير بعيد الحب، وبعده في الحادي والعشرين من مارس بعيد الأم، وبغض النظر عن قبول أو رفض هذه المناسبات سأتعرض للمضامين الإيجابية فيها. ودلالة وجودها في ديننا الإسلامي الحنيف، من حيث تقدير المرأة وإعلان الحب لها كزوجة وابنة وسمو قدرها كأم، فعندما يخبر المصطفي ﷺ عما اعتراه من الروع الشديد عند نزول الوحي عليه لأول مرة ولقائه أمين الوحي جِبْرِيل عليه السلام، وعودته ﷺ إلى زوجته السيدة خديجة رضي الله عنها مرتعدا قائلًا زملوني زملوني، ما كان هذا إلا تقديرًا للمرأة ككيان وإعلانًا مباشرًا عن الحب بل تجسيدًا لأرقى درجات الحب، ذلك الحب الذي يعي صاحبه أن الطرف الآخر حاضرًا دائمًا بقلبه وقالبه وروحه لدعمه والعناية به، إنه الحب المتوج بالثقة الذي تحدث عنه الفيلسوف “جاري ميلر” عندما قال:” إنه من الصعب أن نجد شخصًا يقول: لقد كنت خائفًا لدرجة أنني أسرعت إلى زوجتي”، لكن محمد ﷺ فعلها عندما جاءه جبريل، لابد أنها امرأة مميزة” إنه الحب الذي بقى عامرًا في قلب المصطفى ﷺ حتى بعد وفاة السيدة خديجة -رضي الله عنها- بسنين طوال، فترجم ذلك الحب من خلال إكرامه لصويحباتها وتذكره معهن للأيام الخوالي له مع السيدة خديجة في مكة، إنه الحب الذي يعلنه المصطفى ﷺ على الملأ وعلى رؤوس الأشهاد لزوجه السيدة عائشة رضي الله عنها في حوار إبداعي من حيث المضامين اللغوية والمقاييس العاطفية، عندما سأله الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه قائلا: “أي الناس أحب إليك يا رسول الله؟ قال: عائشة قال: من الرجال قال أبوها” حيث الضمير عائدا على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وهنا يعلن المصطفى ﷺ معلمنا الأول أسمى معاني الحب، في هذه المدرسة المحمدية تتعلم البشرية معنى الحب، إنه الحب الذي يغير وجه العالم وطعم الحياة ومعنى الوجود، إنه الحب الذي يمنح القوة ويعطي الأمل ويصنع المستحيل، إنه الحب الذي يسمو بالأرواح ويرقى بالعقول ويسعد الجوارح، إنه الحب، وبالحب وحده تحدث المعجزات، وبالحب وحده تذوب العقبات، وبالحب وحده تغفر الزلات، إنه الحب الذي تراه في تلك الجولات الليلية للأمهات رغم برودة ليل الشتاء، رغم العناء رغم كبر الأبناء تبقى تتفقدهم وترعاهم في صحوهم ومنامهم، وتعذرهم متى نسوا عطاءها وتنكروا لسخائها وحتى إن بدى منهم الجفاء، إنه الحب الذي يحرك الآباء فخرا ليقدموا حصاد سنين العمر مالاً وعلما وفكرًا يقدموها عطايا يرونها صغيرة أمام حبهم الكبير لفلذات أكبادهم دون انتظار كلمة شكر أو نظرة عرفان، إنه الحب الذي تراه في عيون الأزواج مهما كثر خلافهم أو بدى اختلافهم فعند الأزمات تتلاقى أرواحهم. وتتشابك أيديهم لتعلن الوحدة وتترجم أسمى معاني الحب، إنه الحب الذي ينسينا جفوة الإخوة وتقصير الأخوات لأن الأصل واحد مهما تعددت الفروع والأغصان ومهما عصفت الرياح بأشجار المحبة سيبقى أثر الحب، إنه الحب الذي يدعو إلى التغافل عن هفوات الجيران، كيف لا؟ وقد كان يمر النسيم على ديارهم قبل دارنا فيحمل رائحة رياحينهم إلينا فيشعرنا بالحب، إنه الحب الذي ينسينا بعد الأهل والأصدقاء وانشغالهم أو حتى تحولهم وأعراضهم. ويذكرنا بأنه كان هناك يوم صدقت فيه الابتسامة وصفت فيه القلوب فينسينا بعدهم ويذكرنا بالحب، إنه الحب الذي يرى فيه كل شاب إنه مسؤول عن حفظ الأرض والعرض وأنه رمز القيمة والقيم وبه تبنى الأوطان والأمم فيعرض عن مزالق الزلل ويبقي رفعة الحب للأهل و الوطن، إنه الحب الذي تتدثر به الفتاة فلا يرى منها إلا العفاف ولا يسمع منها إلا المعروف ولاتقبل روحها إلا المعالي والشرف، فهي التي بيدها تهز مهد وليدها وبالأخرى تهز العالم إن عرفت المعنى الحقيقي للحب، إنه الحب الذي ينقلنا من الأنانية إلى الإيثار، ومن الضعف إلى الإصرار، ومن الهزيمة إلى الإنجاز والإعمار، إنه الحب الذي يجعل الوطن هو السكن هو الأمان هو كل شيء وبدونه لا حياة لشيء لا طعم لشيء لا جمال لشيء، إنه الحب الذي يجعلك لا تنسى ذلك الوطن الغائر حبه في جذور روحك، المالك لشغاف قلبك، فيصبح شغلك الشاغل وقلبك النابض وعقلك المحلق في سماء المعرفة سعيًّا لرفعته وسموه، فيذوب التعب وتهون الغربة ويبقى الحب، إنه الحب الذي يدفعك لتهب وطنك علمك تهبهُ عمرك تهبهُ ولدك وترخص أمامهُ روحك فتقدمها له هدية مغلفة بكل معاني الحب، إنه الحب فإن كان هذا هو الحب: فدعونا نسير على دروب الحب ونقدر المرأة التي علمتنا الحب فرسولنا ﷺ أعلن الحب وعلمنا أسمى معاني الحب.
د. وفاء محضر
كلمات معبرة باطنها حب ومغلفة بالحب ⚘⚘⚘
سلمت يداكي سعادة الدكتورة دائما متالقة بكلماتك المميزه واسلوبك الساحر المبدع بارك الله فيكي واثابك خيرا في الدارين
رائعة د. وفاء نحتاج لهذا الفكر النير ولهذه الكلمات الراقية .. دمتِ .
?إنه الحب الذي يغير وجه العالم وطعم الحياة ومعنى الوجود، إنه الحب الذي يمنح القوة ويعطي الأمل ويصنع المستحيل?
سلمتي وسلمت أناملك أيتها الرآئعة ..
لقد أبحرت في عالم الحب والتسامح وأنا أقرأ عباراتك الجميلة التي تلامس الروح وتشعرنا بالراحة وتجعلنا نعترف بأن الحب الجميل يصنع المعجزات..
حفظك الرحمن د.وفاء ..مبدعة ومتألقة و دآئما نجد وفاء الكلمة يغلف كتاباتك لتبدو أنقى وأجمل??
إبداع وتألق معتاد من الكاتبة الوقورة، مقال يحفظ لحواء حقها في الإحتفاء والإكرام بما هي أحق به، جاز لحواء أن يحتفى بها وهي الأم والأخت والإبنة، وفي روحها حياة الأسرة ونكهة العيش الرغد..مقال يعبر عن رقي محبرة قلمه بما يعيدنا إلى تأريخ تليد حفظ لهن كرامتهن وحقوقهن بما لا يخدش حيائهن وعفاف يزيدهن جمالا..إحتراماتي مغلفة بطيب الدعوات..
إبداع وتألق معتاد من الكاتبة الوقورة، مقال يحفظ لحواء حقها في الإحتفاء والإكرام بما هي أحق به، جاز لحواء أن يحتفى بها وهي الأم والأخت والزوجة والإبنة، وفي روحها حياة الأسرة ونكهة العيش الرغد..مقال يعبر عن رقي محبرة قلمه بما يعيدنا إلى تأريخ تليد حفظ لهن كرامتهن وحقوقهن بما لا يخدش حيائهن وعفاف يزيدهن جمالا..إحتراماتي مغلفة بطيب الدعوات..
مقال جدا رائع فالمراءه هي اساس الحياه هي الام والأخت والزوجه كما حثنا ديننا على معاملة المراءة معامله حسنه كذلك يجب علينا معاملة الزوجه معامله حسنه وبكلام يصل إلى قلبها حتى يكون هناك موده ورابط قوي بعيدا عن اي مشاكل او استخفاف بالمراءه
اللهم صل وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
كلمات رائعة مغلفه بالحب احبك فى الله دكتوره
كلمات رائعة تُشعرنا بجمال وقيمة الحب
فالذي حُرم الحب حُرم من (جنة الحب)
فما قامت السموات والارض الا بالحب
وبالحب عبد الرب وبالحب ترك الذنب
ما أروعها من مشاعر يعلمنا إياها المصطفى صلوات الله وسلامه عليه ولنا فيه أسوة حسنة
سلمت أناملك دكتورتنا الغالية على القلوب
ما شاء الله تبارك الله كلمات من القلب الى القلب ولنا في ديننا اسوة حسنة الحمد لله الذي اكرمنا بالاسلام رفع مكانة المرأة وشرفها وجعل الحب اسمى معاني الخير ونشر الخير شكرا د. وفاء متميزة في طرحك وبليغه في كلماتك زادك الله من فضله