الثقافية

التدخين من العادات المستهجنة اجتماعياً

يعتبر التدخين عادة قبيحة مهلكة للنفس والمال ومضيعة للمروءة والكرامة إذ أن المدخن لا يأنف أن يطلب سيجارة وقت الرغبة في حالة عدم توفرها لدية ولا يصبر حتى ولو زمناً يسيراً في الوقت الذي يستحي أن يطلب من أي أحد قطعة خبز حتى ولو صبر أياماً …..!!

وأقول عادة مهلكة للنفس لما يترتب عليها من أمراض كثيرة لا تخفى على كل ذي لب وبالتالي ينطبق عليه قوله تعالى : (ولا تلقوا بأيدكم إلى التهلكة )
ولأنه من العادات المستهجنة اجتماعياً إن لم يصنف من المحرمات تجد صاحبه يتوارى أثناء ممارسته لهذه العملية عن أنظار الناس المرموقين ويتجنب مجالس الذكر والعلم وفضلاء القوم .
والمدخن يدرك جيداً هذه الأمور وغيرها ولكن نفسه الضعيفة الأمارة بالسوء هي من تدفعه لممارسة هذه العادة التي كان بإمكانه أن يتخلص منها لو أنه توكل على الله وعقد العزم على أن يقلع عن التدخين دون أن ينتظر مَن يسعى لتوجيهه أو توبيخة .
ومن أجل ذلك ظهرت دعوات رسمية وأهليه للتوعية بأضرار التدخين وتبيان مضاره على المدخن وعلى كل المحيطين به بما يُسمى (التدخين السلبي ) الذي ثبت ضرره وأنه لايقل خطراً عن التدخين المباشر
إلا أن تلك الدعوات غير كافية وتحتاج إلى إعادة نظر في طريقة معالجة هذه الظاهرة التي انتشرت بين كل الفئات العمرية من الذكور والإناث اللاتي دخلن هذا الميدان في السنوات الأخيرة من أوسع أبوابه فكان بئس المدخل وبئس العادة لأن التدخين عادة ذكورية مرفوضة اجتماعياً وهي في حق النساء أكثر رفضاً وكراهية لما تتمتع به المرأة من صفات لا يصح أن يدمرها التدخين ….

والتدخين بكل أنواعه ومسمياته لا يختلف عن بعضه بعضاً فالنتيجة واحدة ( كلب أبيض أو كلب أسود ) في النهاية هو كلب أكرمكم الله .

بقي أن أقول : إن على الوالدين مراقبة أبنائهم بقدر المستطاع ومنعهم من الاختلاط بالمدخنين من رفقاء السوء لأن التدخين من الصغر عادة لا يمكن الخلاص منها بكل سهولة .
كما أن على المعلمين والمعلمات التعاون مع أو لياء الأمور في حالة ملاحظة وجود هذه العادة عند أحد من الطلاب أوالطالبات هذا فضلاً عن نشر التوعية بأضرار التدخين في المدارس .

وأخيراً ليس للمدخن من سبيل إلا العزيمة والنية الصادقة ليتخلص من هذا الداء .
وليس للمصاحبين للمدخنين إلا الابتعاد عنهم .
وليس للآباء والأمهات والمعلمون والمعلمات إلا أن يكونوا قدوة حسنة إذ ليس من المعقول ولا المقبول أن يطالبوا المدخين والمدخنات بالابتعاد عنه وهم أول من يفعله !!!

وباختصار : (بل الإنسانُ على نفسِه بصيرة ).

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى