بجهود ذاتية ، تحرك فريق عيد وسعيد نحو إنتاج عمل يمثل ( ماركة مسجلة ) من الإبداع ، وبإمكانات محدودة شقوا طريقهم بكل ثبات ، رغم كل دواعي الإحباط ، الذي كثيراً ما يرافق مسيرة كل مبدعي الوطن ، وكأن مقولة (زامر الحي لا يطرب) تعكس واقعاً ذهب ضحيته الكثير من المواهب ، والقدرات ، الذين توقفوا ليس لأنهم غير مقتنعين بما يملكونه من موهبة ، ولكن لأن طوفان الذين لا يعجبهم العجب كان أقوى من أن يستمروا ، فسنّوا أقلامهم ، وأطلقوا عنان ألسنتهم ؛ انتقاصاً ، وتحقيراً ، بل ومطالبة بمحاكمة أولئك الموهوبين ، بزعم أن ما يقدمونه يسيء للموروث ، وذلك شأن : من لم يجدوا عيباً في الورد ، فقالوا يا أحمر الخدين !
وبعودة إلى ( عيد وسعيد ) ، فما من شك في أنهم نجحوا نجاحاً لافتاً ، ولعل من أوضح أدلة ذلك النجاح ، هذا الاختلاف الحاصل حول العمل ، فضلاً عن مساحة القبول الكبيرة لهم ، من خلال ما يستشف من عدد المشاهدين، وكَمِّ التعليقات ، التي تشد على أيديهم ، وتبارك نجاحهم ، وتبصم بالعشرة على فرادة موهبتهم ، وهو ما يعني أننا أمام عمل ناجح بكل المقاييس ، يكفي من ذلك ما يتمتع به العمل من مساحة جماهيرية ، وجدت في فريق العمل متنفساً (باسماً) ، وحنيناً إلى حقبة ، كان لفريق عيد وسعيد سابقة الفضل في بعث ذلك ، عبر خط ( درامي ) نظلمه إن حاكمناه برؤية شاملة للموروث الشعبي ، فالعمل ركز على جانب واحد ، ولم يدَّعِ أنه يمثل كل الموروث ، حتى وإن جاءت المعالجة بما يشبه النظرة الشمولية ، ولكن المتتبع لكل أجزاء العمل ، يدرك أنه عمل يسير وفق رؤية درامية، تعتمد على هدف واضح ، حتى وإن اختلفت تفاصيل المعالجة ، من جزء إلى آخر ، ولكن تظل صورة ما يقدمه فريق العمل واقعاً موجوداً ، لا يمكن إنكاره ، حتى مع محاولة البعض إنكار ذلك .
مع جانب لافت ، يمثل ماركة تميز لعيد وسعيد ، الذي وصل في آخر أجزائه ، إلى خطوة متقدمة من الاحتراف، تعكس ذلك جودة الإخراج ، والتصوير ، والمعالجة ، ومن العجيب أن يكون كل ذلك الإبداع ، بجهود ذاتية ، وإصرار يقتنص أوقات الفراغ من الالتزامات الوظيفية لفريق العمل ؛ ليتم له الاجتماع ، ومباشرة التنفيذ ، رغم أنهم في الأصل ليسوا أكثر من ( هواة ) ، ولكن رغبتهم في تقديم ما يمثل المنطقة ، عبر معالجة درامية ، كانت أقوى من كل المعوقات ، ودواعي الإحباط ، فلله درهم من أسماء موهوبة ، وناجحة ، أبعث لكل فرد منهم وافر الشكر والتقدير.
وعن كل تلك الأصوات التي سنت رماح حروفها قدحاً في عملٍ أساسه جهود ذاتية ، وبإمكانات مادية محدودة ، أقول لهم : الكرة الآن في ملعبكم ، فبما أن النقطة التي تتقاطعون فيها هي (غيرتكم) على الموروث ، ففريق العمل ، ومن بعدهم كل المشاهدين ، والمنتظرين بشوق لأجزائه القادمة ، ينتظرون منكم تقديم نصوصٍ تعالج ذلك ، فضلاً عن حاجتهم الملحة للدعم المادي ، الذي يخدم ذلك ، أما الاكتفاء بالنقد بهدف النقد ، والتنظير الأكاديمي ، الذي نَفَسَهُ لا يخدمه ليتجاوز قاعات المحاضرات ، فوفروه لورقة الاختبار ، يسرده لكم الطالب في ورقة الإجابة وينساه ، واتركوا فريق ( عيد ، وسعيد ) يكمل مسيرته ، فلربما ينجح في رسم ابتسامة رضا على محياكم يوما ما ، حال خروجكم من قوقعة : من لا يعجبهم العجب ، وفالكم عيد وسعيد .
خالد بن مساعد الزهراني
توقيت نقد الحلقات الأن؟؟ امامه الف علامة تساؤل
أينهم الغيورين على التراث وهو لم يبارح المنطقه؟
هذا للاسف في خانة اعداء نجاح او طلب شهره
كما هو معهود عن كل عمل فني يلاقي القبول في المقابل يجد من يريد ان يجيره لصالحه ثم ان الموروث ليس مقدسا ولا نتعبد الله به كيفما يفهمه الشخص يستطيع ان ينقله وبطريقته الخاصه وحسب رأيي القاصر ان فريق عيد وسعيد استطاع توصيل رسائل اجتماعيه هادفه وخلق كركترات محبوبه للجمهور وادخلوا المرح بعيدا عن السخرية من دين او عادات او مجتمع وهذا يحسب لهم كوميديا نظيفه
أحسنت استاذ خالد
بارك الله فيك
الكل قفز الى إستنتاجات خاطئة ……فالنتدقدون يعاتبون الناقدون والعكس صحيح ….أي عمل ينتقد فهو ناجح الى حد ما ومن النقد البناء يستطيع العاملون على هذا التراث تصحيح بعض المفاهيم وعدم المبالغة أكثر من اللزم أي عمل يا أخوان دون نقد فلن يتقدم ولم ولن تستوعب في الدروس المستفاده هذا ما أردت إضافته وهنا راعلام مفتوح يجب تقبل الرأي والأي الآخر.