تعلمنا في الصف الرابع الابتدائي قبل ثلاثين عامًا أن البحر الميت لا يوجد به حياة ، وأنه مجرد ماء شديد الملوحة وقد يستشفى به ، ومع مرور الأيام وقراءتنا للتفسير وجدنا بعض الأقوال والآراء التي تؤكد على أن قوم لوط ذلك مسكنهم ﴿وتركنا فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم﴾ ، وعندما كبرنا وترعرعنا وهرمنا شاهدنا القمة تحيا على الضفاف الميتة ، والأغرب أنها عُقدت في مكان ليس ببعيد عن الصهاينة، ولا أرض الشام المباركة ، التي يقاسي فيها أهلنا شتى أنواع الاضطهاد ، ومع ذلك مازالت تطلعات الشعب العربي محبطة ، ولم تعد القمم العربية تحتكر المشاهد للاطلاع على المستجدات ، فالبيان الختامي معروف قبل بداية القمة ، وهذه دعوة صريحة لفيزيائي العالم لتفسير هذه الظاهرة التي تحدث كل عام ، كما أنّ القمة أصبحت تصفية ودعاوى لا طائل من ورائها ، فقد أحبطت الفقير والمعدم والمشرد وووووووو، ناهيك عن المتربصين من الأعداء حولنا -الصهاينة وأخوانهم في الدين الرافضة – الذين يهمهم كثيرًا مشهد التنافر والتنابز بين القادة إبان الخطابات الرنّانة ، والأدهى والأمر تلك الحالة التي اجتاحت كثيرًا من القادة فأصبحوا في سبات عميق ، فلا أعلم تفسيرًا مقنعًا لتلك الظاهرة سوى دعوة علماء النفس لدراستها ، ولا يفوتني حالات السقوط المصاحب للقمة فقد سقط الرياضي والهرم ، ولكن ما أثلج صدري هو ردة فعل المجوس ، عندما أجمع القادة في بيانهم على رفض ممارسة الدولة الفاشية المجوسية الصفوية ، فأصدروا بيانًا فوريًا يستنكر ما ألصق بهم على حد زعمهم ، وقد ذكرونا بالصهاينة عندما يقتلون الفلسطيني الأعزل ، فتتباكى القنوات الفضائية لأنه نوى قتل مستوطن وديع ، وتنتفض هيئة الأمم المبعثرة فتصدر بياناتها الجوفاء أن الشعب الإسرائيلي له الحق في الدفاع عن نفسه.
د. نايف بن عبدالعزيز الحارثي
الشتات لا يجمع بقمة واحدة لا بد أن يهيئ القادة أنفسهم لنجاح القمة قبل انعقادها حتى تحقق الهدف المرجو منها …. بارك الله بك دكتور نايف موضوع مميز كعادتك
تسلم يدك أخي نايف مقال في الصميم
جمع الله الأمة الاسلامية على الكتاب و السنة و نصرهم نصرا عزيزا