(مكة) – الرياض
نظم مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني ، أمسية بعنوان “حواركم”، وذلك في مقر المركز بالرياض، بحضور حرم أمير منطقة الرياض صاحبة السمو الأميرة نورة بنت محمد بن سعود، إضافة إلى نخبة من القيادات النسائية والمثقفات والإعلاميات، وذلك في إطار جهود المركز المستمرة لنشر ثقافة الحوار ومواجهة التطرف والتعصب والإرهاب من خلال إطلاقه مسابقة حواركم، التي نجح من خلالها في حشد الطاقات الشابة والمهتمين في مجالات وسائط الإعلام الجديد، وتوظيفها من خلال تلك الأعمال الفنية للتفاعل مع القضايا الوطنية، وذلك عبر إنتاج فيديوهات تتناول قضية الحوار وتعزيز ثقافته في المجتمع، ونشر ثقافة التسامح والتعايش، ونبذ التعصب وتعزيز اللحمة الوطنية.
واُستهلت الأمسية بعرض لأبرز المشاريع التي يقوم بها مركز الحوار الوطني لتعزيز ثقافة الحوار حيث يحمل المشروع الأول عنوان الحوار المجتمعي (نسيج) وينفذه المركز بالشراكة مع إدارة التعليم في المنطقة الشرقية وهو يهدف إلى تعزيز قيم الحوار والسلم المجتمعي فيما يحمل المشروع الثاني عنوان “سفراء حوار الإنسانية” الذي أطلقه المركز بالشراكة مع مؤسسة الوليد للإنسانية وهو يهدف إلى إكساب المشاركين مهارات الحوار الحضاري من خلال تعزيز مبادئ الوسطية والتعايش وترسيخ القيم الإنسانية، في حين يحمل المشروع الثالث عنوان “ملتقى التعايش الوطني” وهو يهدف إلى التبصير بأهمية التعايش، وبيان قيمته ودوره في بناء المجتمع، والمحافظة على المكتسبات الوطنية، وتنمية المسؤولية المجتمعية للأفراد والمؤسسات وأصحاب الفكر، أما المشروع الرابع فيحمل عنوان “تلاحم”، وهو يهدف إلى استنفار كل الجهود الوطنية لمساندة الجهود الأمنية والفكرية والتعاون في سبيل مواجهة التطرف والتعصب بمختلف أشكاله، إضافة إلى بناء جسور التواصل والحوار بين أفراد المجتمع والترابط والتلاحم الاجتماعي.
إثر ذلك؛ تم عرض مجموعة من الأفلام الحاصلة على المراكز الأولى ضمن مسابقة حواركم التي تسعى لدعم المواهب الشابة وتعزيز قيم التعايش ونبذ التطرف والعمل على تحقيق القيم الفكرية والاجتماعية التي تتضمنها رؤية المملكة 2030 والتي تؤكد على أهمية تعزيز منهج الوسطية والاعتدال.
وفي البداية، قالت حرم أمير منطقة الرياض صاحبة السمو الأميرة نورة بنت محمد بن سعود : إن الأعمال المشاركة تقدم رسائل مركزة وقصيرة ورائعة، معربة عن أملها بأن تخرج هذه الأفلام من الحوار الوطني إلى العالم الخارجي .
فيما أشارت عضو مجلس الشورى والأديبة الدكتورة ثريا العريض إلى أن فكرة الأفلام والتوعية عن طريق المرئيات فكرة رائدة، معربة عن أملها بأن يكون هناك تركيز أكثر في المرات القادمة على الرسائل التي تعزز فكرة التعايش وإيقاف العنف والتمزق المجتمعي، مبينة أنها تعمل على مقربة من مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني منذ بدايته، وقد كانت من أوائل من اقترح مشاركة الشباب في المركز، حيث شاركت في عدة لقاءات للحوار الوطني.
أما نائبة وزير التعليم السابقة الأستاذة نورة الفايز فرأت أن الفكرة بحد ذاتها جميلة، مؤكدة أن إتاحة الفرصة للشباب بالمشاركة في إنتاج مثل هذه الأفلام أجمل، مبينة أن اختيار الموضوعات الهادفة من أبرز أسباب نجاح هذه المسابقة ومن ثم اختتامها بمثل هذه الأمسية الهادفة في ظل وجود صاحبة السمو الأميرة نورة بنت محمد وعدد من القيادات النسائية تعد من القفزات المميزة التي اعتدنا عليها من مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني.
في حين قالت المؤلفة والكاتبة الدكتورة هيا السمهري : إنها سعدت كثيرا بالحراك الذي يتبناه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، لافتة إلى أنه حراك نام ومحفز، حراك من أجل الوطن، ومن أجل اللحمة الوطنية، حيث أننا في بلد نتفيأ فيه كل المباهج الجميلة، مشيرة إلى أن مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني قناة ومنبر داعم لتوطيد وبناء قواعد تلك المباهج التي نراها في وطننا، حيث إنه يسعى لتحقيق ذلك في كل برامجه.
وأوضحت السمهري أن ما شاهدناه في الأفلام القصيرة في هذه المسابقة يعد محفزا للشباب وقولبة الفكر الراقي النظيف وصبه في قوالب فنية جاذبة وجميلة وهو ينبئ عن الأفكار التي يجب أن يتحلى بها شباب الوطن ليكونوا جديرين بوطنهم ويكون الوطن جديرا بهم.
من جهتها، بيّنت مديرة الفرع النسائي لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني آمال المعلمي أن مبادرة حواركم للأفلام القصيرة متميزة، حيث إن فكرتها بحد ذاتها جديدة، وقد كنا متخوفين أن لا تلقى قبولا أو لا نجد مشاركات بالعدد الذي نأمله للحد الذي جعلنا نفكر في ألا تكون المسابقة مقتصرة على المملكة بل تشمل كافة الدول العربية، وذلك لضمان أن نجد مشاركات.
وأضافت المعلمي أنه ولله الحمد تقدمت لنا 125 مشاركة فلمية، منها أكثر من 20 مشاركة من الشابات، مبينة أن كل من تقدموا هم هواة اعتمدوا على جهودهم الذاتية حتى إن بعض الأفلام كانت مصورة بكاميرا الجوال، مشيرة إلى أن شبابنا أبدعوا وأفكارهم جميلة ورائعة، مؤكدة أن كافة الأعمال المشاركة تستحق الفوز، حيث إن كل الأفلام التي شاركت فيها إبداع وتميز. من جهة أخرى، وبالتزامن مع الأمسية، استضاف مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني معرضا مصاحبا لعرض مجموعة من اللوحات الفنية التشكيلية لمجموعة من الفنانات السعوديات عبرت عن جوهر التعايش المجتمعي وتدعو لنبذ التطرف.
الجدير بالذكر أن مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني كان قد أعلن في 8 ذي القعدة 1436هـ، الموافق 23 أغسطس 2015م، عن إطلاق مسابقة “حواركم” الخاصة بإنتاج فيديوهات تتناول قضية الحوار وتعزيز ثقافته في المجتمع لتشجيع الشباب والناشطين في مجالات الإعلام الجديد على التفاعل مع مشروع الحوار الوطني، ومناقشة موضوعاته التي تهدف لنشر ثقافة الحوار والتسامح والتعايش ونبذ التعصب وتعزيز اللحمة الوطنية.
ووفقا للضوابط التي حددها المركز للمسابقة، تم اختيار خمسة أفلام للفوز بجوائز المسابقة المالية، حيث خصص المركز 150 ألف ريال للفائزين بالمسابقة، وقد فاز فيلم ”المعاني المفقودة” من إعداد عبد الله المفرج من الرياض بالمركز الأول وحصل على 50 ألف ريال، فيما فاز فيلم: ”مارق” من إعداد علي سالم من مدينة جدة بالمركز الثاني وحصل على 40 ألف ريال، وفاز فيلم ”ذرة” لعبد الله الخميس من الرياض بالمركز الثالث، وحصل على 30 ألف ريال، وفاز فيلم: ”المدرسة” بالمركز الرابع، وحصل على 20 ألف ريال، أما المركز الخامس فكان من نصيب فيلم: ”التسامح” من إعداد رائد الدوسري من الظهران، وحصل على 10 آلاف ريال.
كما حازت عشرة أفلام قصيرة على الجوائز التشجيعية للمسابقة، حيث رأت لجنة التحكيم أنها تستحق جوائز تشجيعية لما فيها من جهد فني، وما قدمته من مضامين تحث على مبادئ الوحدة الوطنية، والتسامح، والاعتدال، وعلى محاربة الغلو والتطرف والإرهاب.
والأفلام العشرة هي:” أوراق” من إعداد فوزية خالد من الرياض، و” تحلو الحياة” لمحمد سنجاب ، وهو سوري الجنسية مقيم بالرياض، و” الخطة البديلة” لعمر العيسى من حائل، و” لون الحياة” لعبدالعزيز بن خنين من الرياض، و” درهم” من إعداد أحمد الحمود من الأحساء و” شراكة” لمحمد بن ناصر العبيد من الرياض، و” نبقى متسامحين” من إعداد عمار الخليفة وهو سوداني الجنسية مقيم في مدينة رأس تنورة، ثم ” وطني أهزوجة” لمحمد الحويطي من تبوك، و” على الطريق” لعلي الزهراني من الرياض، وفيلم ” عتاب طفلة” من إعداد فواز بن سعد من الرياض.