(مكة) – متابعة
أكد محمد باركيندو؛ الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك”، أنه “رغم حالة عدم الاستقرار في السوق، إلا أننا نشهد ارتفاعا في استثمارات الطاقة وسنشهد مزيدا في الأشهر المقبلة وقبل نهاية عام 2017″، مشيرا إلى أن الحديث في العام الماضي كان قاصرا على سبل الحد من التخفيضات في استثمارات الطاقة، والأسواق المالية والسلعية تتجه بقوة حاليا نحو الازدهار مجددا.
وقال باركيندو في أحدث تقارير “أوبك” عن نتائج مشاركة الأمين العام في المنتدى العراقي الثالث للطاقة في بغداد، “إن الثقة تعود بقوة إلى القطاع النفطي ونحن بحاجة إلى ضمان الحفاظ على هذا الشعور الإيجابي”.
وأضاف، أنه “من المهم أيضا أن نسلط الضوء على القرارات الأخيرة الخاصة بخفض الإنتاج”، منوها بأنه ينبغي ألا ينظر إليها على أنها مجرد ضرورة قصيرة الأجل لمعالجة الأزمة في السوق بل نحن بحاجة إلى النظر إلى هذه الإجراءات باعتبارها حيوية لاستعادة الاستقرار في سوق النفط على المدى الطويل ولتعزيز الاستثمارات الضرورية اللازمة من أجل مستقبل آمن للطاقة في العالم”.
وأشار إلى أنه مطمئن للتفاعل والتجاوب الجيد من المنتجين تجاه خفض الإنتاج، وهو ما انعكس في ارتفاع نسبة الالتزام بحصص خفض الإنتاج إلى 94 في المائة في فبراير الماضي مقابل 86 في المائة في يناير، وهو ما يعني أن المنتجين في طريقهم إلى الوفاء الكامل بحصص الخفض بنسبة 100 في المائة في القريب العاجل، سواء على مستوى أعضاء “أوبك” أو خارجها، كما أن النتائج تعدت ذلك إلى قيام بعض المنتجين بخفض حصص أكثر من المقررة.
وأوضح باركيندو، أن هناك حالة من الاتفاق والتوافق بين منظمة أوبك والوكالة الدولية للطاقة، بالنسبة إلى عدم وجود توقعات بشأن ذروة الطلب على النفط في المستقبل المنظور، موضحا أن النفط سيظل الوقود المفضل في العقود المقبلة، مشددا على احتياج الصناعة إلى استثمارات كافية ومستدامة وفى التوقيت الملائم من أجل ضمان أمن الإمدادات إلى أسواق العالم.
وفى سياق متصل، مالت أسعار النفط الخام مجددا إلى التراجع بعد تماسك نسبي سابق لم يصمد كثيرا أمام استئناف ضخ الإمدادات النفطية الليبية التي تجيء بالتزامن مع استمرار تدفق الإنتاج الأمريكي، بفعل انتعاش أنشطة الحفر، وهو ما جدد المخاوف في السوق بشأن تفاقم حالة تخمة المعروض، وذلك على الرغم من تسارع جهود المنتجين للوفاء بالالتزامات تجاه خفض الإنتاج وتقليص المعروض النفطي العالمي.
وفي هذا الإطار، أكد سيفين شيميل؛ مدير شركة “في جي اندستري” الألمانية، أن كلا من الإنتاجين الليبي والايراني شهدا زيادة ملموسة في الأيام الأخيرة، ما ضغط مجددا على الأسعار، خاصة أن السوق تعاني بالفعل ضغوط زيادة الإنتاج الأمريكي وارتفاع المخزونات إلى مستويات قياسية.
وأشار إلى أن ليبيا تسعى إلى تجاوز الصعوبات الأمنية وفرض سيطرتها على المنشآت النفطية، كما أنها تخطط لزيادة إنتاجها إلى أكثر مليون برميل يوميا بحلول أغسطس المقبل، متوقعا أن تكون الزيادات في إنتاج ليبيا ونيجيريا وإيران عناصر مؤثرة بشكل كبير في كبح نمو الأسعار وبقاء الأسعار حول مستوى 50 دولارا للبرميل، حتى في ضوء احتمالات مد العمل باتفاق خفض الإنتاج حتى نهاية العام الجاري.
من جانبه، أوضح ماركوس كروج؛ كبير محللي شركة “إيه كنترول” لأبحاث النفط والغاز، أن مشاركة “أوبك” ممثلة في أمينها العام محمد باركيندو في المنتدى العراقي للطاقة، لا شك أنها تعمق التعاون بين الأمانة العامة لـ “أوبك” وبين عضو بارز في المنظمة، وكان أحد المؤسسين الخمسة لـ “أوبك” عام 1960 واستضاف أول مقر لها.
وأشار إلى أن “أوبك” أثنت خلال المنتدى على التزام العراق بخفض الإنتاج، حيث إن العراق صاحبة ثاني أعلى حصة للخفض بعد السعودية وتقدر ب، 210 آلاف برميل يوميا، مشيرا إلى أن التزامها الجيد والمتسارع ستكون له انعكاسات إيجابية على السوق، خاصة أنه يجيء في ظل تحديات وصعوبات داخلية في ظل الحرب الدائرة حاليا.
من ناحيته، أشار مايكل تورنتون المحلل في مبادرة الطاقة الأوروبية، إلى أن استمرار التقلبات السعرية أصبح سمة متأصلة في السوق، وعلى الرغم من خفض المنتجين لمعروضهم النفطي على مدار الأشهر الثلاثة الماضية إلا أن أسعار النفط الخام خسرت نحو 7 في المائة خلال الربع الأول.
وأضاف، أنه “لا بديل عن تقليل الاعتماد على النفط الخام في موازنات الدول المنتجة وتفعيل البرامج الاقتصادية التي تركز على تنوع موارد الطاقة وزيادة التحول نحو الطاقة المتجددة إلى جانب تطوير كفاءة إنتاج الطاقة التقليدية”، مشيرا إلى أنه كلما زادت حالة عدم الاستقرار فإن هذا الأمر يفرض مزيدا من الأعباء على كاهل منظمة أوبك التي يجب أن تواصل دورها في التنسيق بين المنتجين، وحثهم على العمل المشترك الفعال وبذل أقصى جهود ممكنة لاستعادة مستويات الأسعار الملائمة بشكل مستدام.
من ناحية أخرى فيما يخص الأسعار، هبطت أسعار النفط أمس في الوقت الذي شكل فيه ارتفاع إنتاج النفط الليبي وزيادة أنشطة الحفر الأمريكية مؤشرا على احتمال زيادة إمدادات الخام.
وبحلول الساعة 06:43 بتوقيت جرينتش، انخفضت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 22 سنتا أو ما يعادل 0.41 في المائة إلى 52.9 دولار للبرميل مقارنة بالجلسة السابقة. وهبطت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 23 سنتا أو ما يعادل 0.46 في المائة إلى 50.01 دولار للبرميل.
وقال وانج تاو محلل أسواق السلع الأولية والطاقة، “إن الخام الأمريكي قد يهبط إلى 49.62 دولار للبرميل مع عدم تمكنه من اختراق مستوى مقاومة عند 50.95 دولار. وقد يتراجع خام برنت أيضا إلى 52.79 دولار للبرميل.
فيما أظهرت بيانات من شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة، أن الشركات الأمريكية العاملة في قطاع النفط أضافت الأسبوع الماضي منصات حفر جديدة للأسبوع الحادي عشر على التوالي ما يمثل امتدادا لتعافي أنشطة الحفر للشهر العاشر.
وتراجعت أسعار النفط في السوق الأوروبية أمس، لتواصل هبوطها لليوم الثاني على التوالي، تحت ضغط انتعاش الإنتاج مجددا في ليبيا مع عودة عمليات التشغيل إلى معدلاتها الطبيعية في أكبر حقل نفطي في البلاد، بالتزامن مع استمرار مخاوف تخمة المعروض في الولايات المتحدة خاصة بعد ارتفاع منصات النفط الصخري للأسبوع الحادي عشر على التوالي.
وبحلول الساعة 09:22 بتوقيت جرينتش تراجع الخام الأمريكي إلى مستوى 50.100 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 50.23 دولار وسجل أعلى مستوى 50.33 دولار، وأدنى مستوى 49.87 دولار.
وتداول خام برنت حول مستوى 52.95 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 53.177 دولار، وسجل أعلى مستوى 53.20 دولار، وأدنى مستوى 52.72 دولار.
وفقد النفط الخام الأمريكي “تسليم مايو” يوم الإثنين نسبة 1.1 في المائة، في أول خسارة خلال خمسة أيام، ونزلت عقود برنت “عقود يونيو” بنسبة 1.2 في المائة بفعل عمليات التصحيح من أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع 53.74 دولار للبرميل.
ارتفعت الأسبوع الماضي، منصات الحفر والتنقيب في منطقة حقول النفط الصخري في الولايات المتحدة للأسبوع الحادي عشر على التوالي، لتسجل إجمالي 662 منصة، وهو أعلى مستوى منذ أيلول سبتمبر 2015.
ويصب هذا الارتفاع في مصلحة توقعات استمرار تسارع إنتاج النفط الصخري الأمريكي، الذي بلغ 9.14 مليون برميل يوميا في الأسبوع المنتهي في 24 آذار مارس الماضي، وهو أعلى مستوى للإنتاج منذ منذ كانون الثاني يناير 2016.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 50.68 دولار للبرميل أمس الأول، مقابل 50.43 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” أمس، “إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق سادس ارتفاع له على التوالي، وإن السلة كسبت أكثر من دولارين مقارنة بنفس اليوم من الأسبوع الماضى الذي سجلت فيه 48.25 دولار للبرميل”، وفقاً لـِ”الإقتصادية”.