الثقافيةالمحلية

“مسك آرت” يفتح منافذ تسويقية لأكثر من 150 فنانا

(مكة) – الرياض

استعرض أكثر من 150 فنانا وفنانة في الرسم التشكيلي وفن النحت وفنون الديجيتال والرسوم المتحركة والمجسمات الفنية وغيرها من الفنون البصرية من داخل المملكة وخارجها منتجاتهم اليدوية ولوحاتهم الابداعية،وعرضها للبيع ضمن مهرجان “مسك آرت” إحدى مبادرات مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز “مسك الخيرية”.

وهدف المهرجان الذي يستهدف مختلف شرائح المجتمع ومتذوقي الفن والمقام في منتجع درة الرياض إلى التعرف على الأعمال الفنية المحلية، وصقل مواهب المشاركين بما تجود أنفسهم من إبداعات ودخولهم في ساحة الفن التشكيلي بشكل أكثر حرفية بما ينعكس إيجاباً على مستوى أعمالهم الفنية، والقدرة على عرضها بشكل يتناسب مع القيمة الفنية العالية للمهرجان الذي يعد الأول من نوعه بالمملكة.

واجمع بعض الفنانين المشاركين أن المهرجان يعد نافذة تسويقية مستقبلية أتاحت لهم فرصة التعارف والتعاون في مكان واحد، مؤكدين أن العدد الكبير لزوار المهرجان في ثاني أيامه أمس دليل على وعي المجتمع المتزايد بأهمية الفنون وشغفهم للتعرف على الفنانين أو الحصول على اللوحات النادرة و الاستفادة من ورش العمل المقامة للكبار والأطفال، مقدمين شكرهم للقائمين على المهرجان لتهيئة المكان المناسب.

وأوضحت الفنانة التشكيلية خديجة الربعي وهي تقف أمام لوحتها أنها مهتمة برسم البورتريه بمقاسات كبيرة من خلال تجسيد قضايا الوطن العربي أو العالم على هيئة امرأة كونها تمثل نصف المجتمع وفي كل حالاتها صبورة مبتسمة لا تظهر ما بداخلها من حزن أو فقدان أو ألم تجاه ما تعيشه في الواقع، وشرحت عن إحدى لوحاتها والتي رسمت فيها امرأة واقفة وسط أغصان الأشجار المتشابكة بمكان مظلم وهي مبتسمة لتوصل رسالة إلى المجتمع أنه مهما اختلفت العادات وصدمات التقاليد إلا أن المرأة تبقى شامخة حالمة بالأفضل وتنتظر الأجمل، لافتة أنها شاركت بلوحاتها في 42 معرضا محليا ودوليا خلال مسيرتها الفنية ولمست خلاله اهتمام أفراد المجتمع في الآونة الأخيرة بالفنانين.

فيما أكدت الفنانة غادة الحوثري المتخصصة برسم البورتريه بالفحم والرماد أن كل عمل يبدأ بعقبات ولكن بالثقة والعزيمة والإصرار يستطيع الإنسان أن يجتازه بأقل الأضرار وأن يضع بصمة تميز ونقلة في حياته وهي ما تميزت به في رسم لوحاتها مستخدمة الرماد كأول فنانة سعودية بإضافة ورق الفضة أو الذهب، مبينة أنها مهتمة بتراث أهل منطقة المدينة المنورة حيث خصصت لوحة للبيوت التراثية القديمة داخل وجه إنسان لتوصل رسالة أنها مهما مرت السنوات تبقى العين تتذكر الطراز الجميل وتحكي ما في القلوب من حنين واشتياق، أما لوحتها الثانية تتناول الزي الشعبي لطفل من أهل المدينة، مشيرة إلى أن بعض اللوحات تختلف في مدة التنفيذ حسب الفكرة ما بين أسبوع إلى شهر.

وأضافت الحوثري أنه يغلب على لوحاتها المدرسة الواقعية وقد شاركت بعدة معارض داخل وخارج المملكة، وعن أشهر لوحاتها التي شاركت فيها بمعرض بكندا مؤخرا عن طفلة مريضة بالسرطان من أمنياتها أن يكون لها شعر طويل كبقية البنات، ولوحة أخرى تجربة تحدي قطرات الماء المتساقطة على الإنسان بلمعة ورق الفضة، وعن آخر مشاركاتها فازت برسمة جدارية في إحدى الشركات الإعلامية بالرياض، موجهة نصيحة للفنانات المبتدئات كونها مدربة معتمدة حاليا بأن التغذية البصرية والرسم اليومي هو من يطور موهبة الرسم لدى الإنسان.

وبيّن عضو في جمعية المدينة المنورة للفنون التشكيلية الفنان عمار سعيد أنه شارك في المهرجان بـ 15 عمل خزفي بأحجام مختلفة كبيرة ولوحات فنية باستخدام الفسيفساء المصنوعة من الطين الطبيعي التي اشتهرت به مدينة بالعاقول بالمدينة المنورة الذي يتجمع فيها مياه السيول، كاشفا عن مراحل صناعة التحفة الخزفية أنها تبدأ من مرحلة التشكيل ثم التجفيف وتأخذ من 20 إلى 40 يوما حسب أوقات فصول السنة ثم الحرق لعدة مرات وأخيرا الطلاء بألوان القليز.

وذكر عمار سعيد أنه مارس هذا الفن قبل 15 سنة وقدم خلاله دورات تدريبية في وزارة التعليم وهيئة العامة للرياضة وبجمعية المدينة المنورة للفنون التشكيلية بعد حصوله على درجة الماجستير، موجها من لديه موهبة بضرورة زيارة المهرجانات والمعارض الفنية والاستفادة من ورش العمل التي تكشف ما بداخل الإنسان من أفكار بلمسة مختلفة مطورة وتتيح التواصل مع الفنانين وتبادل الخبرات مع البعض.

فيما استعرض الفنان فلاح البقمي في ركنه لوحاته الفنية لشخصيات من ملوك وأمراء المملكة ولاعبين مشاهير في أندية كرة القدم مستخدما المسامير وخيوط الصوف ذات اللون الأسود ، وقدم شرحا مباشرا أمام الزوار عنه حيث يبدأ بتخطيط الفكرة ثم تثبيت المسامير ثم تشبيك الخيوط وعادة تأخذ من 15 الى 20 ساعة حسب الحجم وكلما كانت اللوحة ذات حجم أكبر تظهر الصورة أجمل بوضوح، مشيرا إلى أنه شارك خلال 7 سنوات بعدة معارض داخل وخارج الرياض وقدم خلالها أكثر من 10 ورش عمل في جمعيات خيرية وجمعية الأطفال المعوقين وقطاعات خاصة وكانت بدايته باستخدام خيوط الصوف باللون الأسود ثم طوّر من نفسه باستخدام الألوان.

من جانبها دعت الفنانة ريناد السكيت عضو في جماعة الفن والتصميم وهي تشكّل تحفة من السيراميك أمام الزوار بأن كل من لديه موهبة للانضمام إلى الجماعة التي تضم أكثر من 2000 فنان من داخل وخارج المملكة تهدف إلى دعم الفنانين والمصممين والهواة من خلال تنظيم معارض سنوية مجانية وورش عمل شهرية في (رسم الحرف العربي بألوان الاكريلك، حفر الحرف العربي على لوح السيراميك، تصميم هوية الجرافيك، احتراف الكتابة) وغيرها لفتح مجالات تسويقية لهم وفيها يلتقون لتبادل الخبرات والأفكار ومعرفة آخر المستجدات للفنون، مبينة أن الجماعة انطلقت منذ عام 2009م ترأسها عضو هيئة تدريس في جامعة الملك سعود سابقا الدكتورة عواطف القنيبط وهي مهتمة بفن السيراميك وتقدم ورش عمل شهرية إيمانا بقيمة المسؤولية الاجتماعية كونها حاصلة على عدة جوائز عالمية وتعلّم المهتمين كيفية صناعة التصاميم بأعمال السيراميك والخزف وتحويل الفكرة إلى منحوتة باستخدام مواد وأدوات مختلفة تسهم بشكل كبير في تقديم مواهبهم في المجتمع بكل اقتدار.

وأضافت السكيت كما خصصت الجماعة كل سبت ورشة عمل لمدة ثلاث ساعات للأطفال من 3 – 12 سنة لما تشكّل استخدام العجين أو الصلصال من أهمية في تنمية المهارات الحركية لليد والأصابع والذراع بالضغط والفرد والتشكيل والتقليد حيث يقوم الطفل بتقليد أشكال عديدة من بيئته أو يبتكر أشكالا من مخيلته يُسهم في تعامله بشكل أفضل مع القلم والمقص في مرحلة الدراسة لاحقاً كما وينتج عنه تأثير مهدئ لسلوك الغضب أو الانزعاج، مبينة أنه غالبا مادة الصلصال موجودة في الأسواق ولكنها غير صحية وتحوي مواد حافظة وملونات غير طبيعية ولكن المستخدم في ورش الأطفال مصنوع منزليا وغير ضارة لأن مكوناته طبيعية ليقضي معها الطفل آمننا ومستمتعا بوقته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى