• عندما يكون المواطن بكل شرائحه وأطيافه محل اهتمام الدولة ومحط أنظار خططها وأهدافها ومشاريعها يصبح أكثر حرصاً على التلاحم مع الدولة والمشاركة في خدمة الوطن ودفع عجلة تطوره وتحقيق رؤيته .
• لكن حين يفقد هذا المواطن الاحساس بثقة الدولة فيه ويشعر بالتهميش يفقد صوته الوحيد في زحمة الانشغال عنه، ويضطر للوقوف على رصيف “كل عيشك وأسكت” مترقباً ما ستحمله الأيام على كف القدر!!
• وفي الحالتين يسير الوطن في الدرب الذي اختارته الدولة لكن المحصلة – بكل تأكيد – تختلف وتتباين وفقاً للحالة التي عليها المواطن!
• شئنا أم أبينا.. المواطن يصنع الوطن.. هكذا يقول تاريخ الأمم وعلى هذا تبصم الحضارات!
• أفعل ما شئت لكن ضع المواطن في دائرة العناية الفائقة والرعاية الكافية تجده بكل طاقته وحماسه يقف مع الدولة في مواجهة التحديات وينطلق معها في دروب الطموحات.
• في رؤية 2030 التي وضعتها الدولة قائمة طويلة عريضة من الأهداف والمقاصد والغايات لا نشك إطلاقاً في أنها تستهدف مصلحة الوطن والمواطن.. لكن هذا الأخير أيضاً له رؤية خاصة.. رؤية واقعية.. رؤية عملية مباشرة.. رؤية تمس معيشته وتتعلق بحبال آماله.
• قد يرى المواطن من موقعه الشعبي ما لا تراه الدولة من موقعها الرسمي..
• قد يرى المواطن محاور أخرى هامة لم ترد أصلاً في رؤية 2030 أو أنها وردت على استحياء في ثنايا أهداف عامة وبصورة قد تفقدها الاهتمام الذي تستحقه.
• هناك بالتأكيد، ضروريات إصلاحية عاجلة يراها المواطن بعين الواقع الذي يعيشه، وهناك أوليات تنموية تفرض نفسها على خارطة تنفيذ الرؤية ولا تحتمل التأجيل والتسويف.
• هناك احتياجات عامة يطالب وينادي بها المواطن منذ زمن وآن الأوان لتلبية النداء وسد الاحتياج.
• إن الضمان الحقيقي لنجاح رؤية الوطن أن يكون فيها الكثير من التوافق بين ما تراه الدولة من موقعها الرسمي وبين ما يراه المواطن من زاويته المعيشية!
• من هذا التوافق بين الرؤيتين تمتد جسور المشاركة الفاعلة من الجانبين لتحقيق رؤية الوطن وبغير ذلك يكون حال الرؤية كمن يحاول الطيران بجناح واحد.
• وما دمنا – والحمد لله – استقبلنا واستبشرنا بمحاور وأهداف رؤية الدولة2030 فلا أرى ما يمنع من استكمال إطارها ودعمها بالنصف الآخر في جسد الوطن من خلال استشراف رؤية المواطن العادي وليس المواطن المسئول، ولتكن هذه الرؤية الشعبية بنفس الرقم الزمني لشقيقتها الرسمية 2030.
• هذه المبادرة الوطنية ستحقق التكامل الذي تحتاجه رؤية 2030 كما أنها ستختصر الزمن والمسافات، ولن تحتاج الدولة إلى دعوة نخبة من الاعلاميين لحثهم على دعم الرؤية ونشرها، فالمواطن العادي سيشعر تلقائياً بأنه شريك الدولة في مشروع الرؤية.
• هذه الشراكة ستجعل المواطن يبذل كل ما يستطيع لنجاح هذا المشروع لأن ما ورد في رؤيته كمواطن لن يتحقق إلا بمشاركته الفاعلة في رؤية الدولة.
• وأخيراً.. ومن باب المحاكاة..
• إذا كان المواطن رجل الأمن الأول فإنه أيضاً رجل الرؤية الثاني.
طرح جميل وعقلاني جدا..فالطرف الآخر غير الرسمي من المواطنين لديه رؤى ومقترحات أخرى ليتها تسمع منه أيضا.
شكري وتقديري للكاتب الفاضل.
صالح العمودي … كيف حالك عندك رؤية انت بعد ولا جالس تتونس وتهش على قرصك .. تبي لك حاجه ..
سلمت وبوركت .. هذا المقال أصنفه – حسب رأيي – بأنه أفضل مقال كتب عن الرؤية منذ اعتمادها حتى الآن ، مقال وطني قوي وصريح وشامل ومتوازن ، أعطى للرؤية حقها الرسمي للدولة وحقها الشعبي للمواطن .. ما أحوجنا لمقالات رائعة من هذا النوع .. شكراً للكاتب وللصحيفة التي نشرت هذا المقال المتميز .
لابد أن يكون النسيج شريحه واحده لا مفاضلة فيها .
لله درك ياصالح واصلح لك النية والذرية فلقد لمست بمشاعر المواطن الحقيقي من خلال قرائتي لمقالك صدق حبك وولائك للحكومة. والوطن والمواطن وحرصك على اقفال الثغرات في وجه من يريد الاصطياد في الماء العكر