عبدالرحمن الأحمدي

فتاوى و نصائح رجال الأعمال للمجتمع

في خبر صحفي متداول حول مطالبة أمانة محافظة جدة لأحد رجال الأعمال البارزين بسداد قيمة انتفاع من شارع و زوائد تنظيمية حكومية للعديد من السنين وفي هذه المطالبة القانونية والعادلة لا غرابة في الخبر بل هو عبرة لكل من يعتدى على أملاك حكومية من المواطنين كافة وفي أي مكان..وهي رسالة هامة بتساوي الجميع تماما أمام القانون على غرار إزالة التعديات في مناطق عمق ومقنعة وعين شمس وغيرها من المناطق وإن اختلفت الفكرة بين الرفاهية والترف وبين الضرورة والحاجة.. ففرق كبير وواضح بأن تعتدي على مساحات واسعة من الأراضي الحكومية لتكمل مظاهر البذخ والتباهي وبين أن تعتدي لتسكن في بيت تستر فيه نفسك وأبناءك بعد عمر طويل في العمل الوظيفي وفي ظل سبات من وزارة تتدعي أنها مازالت تبحث عن أراضي وحلول لمشاكل سكنية محلولة أساسا..وهي أوجدت حلول سكنية في أماكن أخرى.

ومؤخرا تسابق بعض رجال الأعمال للتفرغ
لحث المجتمع بمجموعة من الفتاوى وكأنهم
أحد أعضاء هيئة كبار العلماء الموقرين ومنها التعريف بركن من أركان الإسلام وهو الركن الثالث “الزكاة”والربط بينها وبين المعاملات المالية العالمية من فرض الرسوم والضرائب.. وصولا إلى التحذير من التبذير والإسراف.. ويا ليت من ينبه هو نفسه يطبق مايقول..لتقبل الجميع النصيحة وبحذافيرها أيضا حتى لو كانت من غير المختصين..!! وآخر يحث على ترك الدلع والرفاهية..وهو في قمة الترف والبذخ.. وحين تكون مصلحته يحث أحد أبناء المدن الشمالية بالتوجه إلى مشفاه الجديد للعلاج..والغريب ألا تعتبر المشافي الخاصة نوع من أنواع الرفاهية..؟ولكن لانلومه فاللوم على وزارة الصحة في التوجه إلى المستشفيات الأهلية بدلا من المستشفيات الحكومية.
على أية حال لو صدق رجال الأعمال في استعدادهم لرفعة الوطن والنهوض بشبابه فأنشؤوا في أطراف المدن الرئيسية مراكز اقتصادية كبرى ذات قيمة علمية عالية وعملية واقعية بما يخدم السوق المحلي بدلا من المحاولات العابرة ذات الإندفاع المؤقت والحماس المنقطع والبهرجة الإعلامية لكان لدينا مساهمة فاعلة في القضاء على البطالة المتزايدة عاما بعد عام والتي وصلت نسبتها ما يقارب الإحدى عشرة في المائة..ولكن دائما كشعوب عربية التنظير يسهل علينا قوله
في إحدى المناسبات الخاصة تحدث أحد رجال الأعمال المكيين المبادرين في المجتمع المكي..حول فكرة تجمع عدد من رجال الأعمال في إنشاء وقف تحت مسمى وقف المملكة وقدرت ميزانيته بما يصل إلى الخمس مليار ريال سعودي..بعد أن يسجل كشركة وتطرح أسهمها في سوق الأسهم السعودي وتكون من ضمن أهداف هذه الشركة مساعدة أصحاب الحاجة من الشباب والشابات وهي فكرة من ضمن الأفكار المبتكرة والتي للأسف لم ترى النور وتبقى الإجابة غائبة وحتى يكشف اللثام عن سبب تأخرها ليت الناصحين من رجال الأعمال الآخرين يحيوا هذه الفكرة من جديد أفضل من التحدث فيما لايفيد.. فحينها من الممكن أن نغض النظر عن فتواهم الجليلة ونصائحهم العظيمة.

عبدالرحمن عبدالقادر الأحمدي

Related Articles

One Comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button