التقيتها لأول مرة في ابوظبي عام 2005م كانت ضيفة الشرف في منتدى سيدات أعمال ابوظبي والمكان كان فندق الروتانا قدمها مدير الجلسة صاحبة السمو الملكي اﻻميرة مشاعل بنت فيصل تحدثت فشدت اﻻنظار اليها لغة بسيطة من دون تكلف وبلا شكليات روح متطلعة صوتها يتدفق كمثل ماء النبع طولها فارع واثقة من نفسها أظن كان حديثها لم يتجاوز خمسة عشر دقيقة لكن وقع كلماتها ع المستمعين كان مؤثرا..
لأول مرة كثير من الحضور وانا منهم اشاهد اميرة سعودية حاسية الوجه تتميز بحضور وقبول من الجميع كأن الله اودع في قسمات وجهها الجميل محبة الناس.. إنسانة مثقفة رزينة خاطبت قاعة ممتلئة بما ﻻ يقل عن اربعمائة شخص ونالت تصفيق حار ..
على العشاء نادت علي المهندسة الإماراتية وسيدة اﻻعمال الناشطة فاطمة عبيد الجابر دكتور كريم تعال اعرفك على الأميرة مشاعل ودار بيننا حديثا رائعا عن مؤسسة المرأة العربية وهموم المرأة المسلمة وتحديات المرأة السعودية فخرجت من اللقاء بانطباع اثير عنها وعقد من الأخوة والصداقة امتدت حتى رحيلها ..مشاعل الفيصل أميرة السمو والرقي والصدق وحب الخير تابعت نشاطها في مجلس اعمال سيدات المنطقة الشرقية ونجاحها في مشروعاتها التنموية كانت تقول لي أن افضل استثمار هو في التعليم ﻻنه القاطرة التي ستحمل التنمية في اي بلد..
عرضت عليها اكثر من مرة الترشيح لجائزة المراة العربية المتميزة عام 2006 وكانت ترد يا دكتور التميز والتكريم محطة رائعة والأحتفاء محفز لكل إنسان لكنني اعتقد بأن هناك امرأة ما في مكان ما هي أحق مني بالجائزة ..بهذا النبل والرفعة تعبر عن تواضعها الجم وخلقها الرفيع…
تواصلت معها في اكثر اوقاتها حراجة بدءا من مستشفى الرياض الى امريكا وكانت معنوياتها مرتفعة ﻻ تخشي من الجراحات ومشقة العلاج ..
سيدة عربية نادرة يحق لنا ان نفخر بها وبامثالها ولعمري ينطبق عليها قول المتنبي..
ولو كل النساء كمن فقدنا..
لفضلت النساء على الرجال..
وداعا أميرة الرقي والعطاء والرفعة والسمو وقد تركت من بعدك ابناء بررة هم غرسك الطيب..
اخر ايامها اتصلت بها وقلت اميرتنا الغالية كيف الحال طمنيني فقالت يا كريم الحمد لله انا في موطني وبين اهلي واوﻻدي؛؛
فحزنت ﻻنني احسست ان هذه المكالمة ربما ستكون اﻻخيرة..
رحلت مشاعل الى جنات الخلد باذن الله ﻻن الصالحين يقولون ان الله ﻻ يحاسب القلب النقي..
فمن هو بمثل طهرك ونقاءك وحلاوة روحك ومحبتك للناس وللخير…رحم الله مشاعل..