همسات الخميس
تمر السيارات مسرعة من أمام المدارس، تمرّ كأنها في مضمار سباق، تمرّ وكأن المدارس تلك ماهي الا مكعبات اسمنتية مهجورة، أو لعل سكانها الصغار من الشفافية بمكان، مثل كائنات نورانية لا يضرها الارتطام بغيرها، مع أنهم وإن كانوا على قدر عال من الشفاف النوراني، إلا أنهم بشر، تسحقهم العجلات في لمح البصر، عجلات سيارة يعرف قائدها أنه يمر من أمام مدرسة، يعرف ذلك ويسرع.
صحيح جدا أن المرور قد ابتعد عنا قليلا، سامحه الله، لكني لا أطالبه بوضع دورية أمام كل مدرسة، دورية أمام كل مدرسة والمدارس بتلك الكثرة؟ ذلك صعب، ومثله لو انخرط المواطنون في تشكيلات لضبط الحركة حول المدارس، صعبة وستفضي إلى مشكلة ثانية، ومن هو ذلك الشخص المتفرغ الذي سينخرط تحت حر الصيف وبرد الشتاء؟ لا حلّ إذن إلا في المطبات الصناعية، مطبّات والرزق على الله.
المطبات الصناعية حلّ سخيف جدا، لكنه سخف لابد منه، ما دمنا قد تخلينا عن مسؤوليتنا تجاه الآخرين فالمطبات هي الحل، صفوا الحالة بما شئتم، ضعف وازع ديني، موتة ضمير، فشل إحساس بالغير، بلادة، أنانية، تدني وعي مروري، سأترك لكم الوصف ولن أنبس ببنت شفه، ولكن تأكدوا أن عدد المطبات سيتزايد ثانية بعد ثانية كلما ابتعدنا عن الوصف الدقيق لحالتنا الراهنة.
محمد بن ربيع