المحلية

فضيلة الشيخ صلاح البدير يلقي خطبة الجمعة في جامع الدولة الكبير بدولة الكويت

(مكة) – الكويت

بناء على التوجيه السامي الكريم ألقى  إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ صلاح بن محمد البدير خطبة وصلاة الجمعة في جامع الدولة الكبير  بالكويت ,ورفع مؤذن المسجد النبوي الشيخ مهدي بن يوسف بري أذان الجمعة .

ثم ألقى فضيلة معالي الشيخ صلاح البدير خطبة الجمعة مستهلاً فيها بالحمد والثناء لله عز وجل ثم تحدث أن الله خلق الكون أن الله خلقَ الكونَ العظيمَ أسافِلَه وأعاليه بقُدرته، هو بارِئُه ومُوجِدُه ومُبدِعُه ومُنشِئُه، والمُتصرِّفُ فيه بأمرِه وقَهره، وعِزَّته وعلمِه، وبيدِه أزِمَّةُ الأمور نقضًا وإبرامًا، بلا مُدافعةٍ ولا مُمانَعَة مالِكُ الدار وساكِنِيها، وواهِبُ الحياة ومُسدِيها .. فاعتبِرُوا بمخلوقاتِ الله الدالَّة على ذاتِه وصفاتِه، وشرعِه وقدَرِه وآياتِه، وانظرُوا ماذا في السماوات والأرض، تفكَّروا في خلقهنَّ وعظمَتهنَّ وما فيهنَّ وما بينهنَّ.

وأضاف فضيلته “من تمكَّن وقارُ الله وعظمته وجلاله من قلبه لم يجترئ على معاصيه، ولم يتوثب على مناهيه.. وكيف يقدره حقَّ قدره، ويعظمه حق تعظيمه، ويوقره حق توقيره من هان عليه أمره فعصاه؟ وضيع حقّه وتناساه؟ وقدَّم على طاعةِ ربه هواه؟ وآثر الدنيا على طلب رضاه؟ يستحي من الناس ولا يستحي من الله، ويخاف من نظر المخلوقين ويستخف بنظر الله، ويخشى الناس ولا يخشى من الله، ويطيع المخلوقين في معصية الله الذي لا يستحق كمالَ التعظيم و الإجلال والتألُّه، والخضوع والذل سواه.
وأيَّ فلاح وأيَّ رجاء يرجوه من أغضب ربه الذي لا بدل له منه، ولا عِوض له عنه، ولا حول له ولا قوة إلا به.”

وأردف “من أساءَ إلى مُسلمٍ، أو ظلمَه، أو لطمَه، أو شتَمَه أو أكلَ مالَه وهضمَه، أو منعَه حقَّه وحرَمَه، فليأتِه مُستعفِيًا مُتذلِّلاً نادِمًا؛ فإما عفَا وإما استوفَى؛ فعن أبي هريرة – رضي الله عنه -، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “من كانت له مظلَمةٌ لأخيه من عِرضِه أو شيءٍ، فليتحلَّله من اليوم قبل ألا يكون دينارٌ ولا درهَم، إن كان له عملٌ صالحٌ أُخِذ منه بقدر مظلَمته، وإن لم يكن له حسنات أُخِذ من سيئات صاحبِه فحُمِل عليه” (أخرجه البخاري)

وأوضح البدير أنّه بالتقوى تحصُل البركة، وتندفعُ الهلَكة، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عظيماً)هذه نعم الله وفواضله وبركاته عليكم سابغة بالغة  هذه أعاطيه وأحاظيه وأياديه  فاحمدوا حمدا طيبا مباركا مخلدا مؤبدا كما  يليق بجليل شأنه وباهر سلطانه وعظيم إحسانه ، وأكثروا من تسبيحه وتحميده وتكبيره  وتنزيهه وتعظيمه  وتبجيله وتمجيده سبحانه ثم سبحانًا يعود له *** وقبلنا سبَّح الجُودي والجَمَد
وإذا تذلَّلَت الرقاب  تواضعاً  *** منَّا إليك فعزُّها في ذُلِّها
فارفعنا اللهم بطاعتك، وأعِزَّنا بقربك وخشيتك، وأدخِلنا في رحمتك، وأنت أرحم الراحمين.

وأكد فضيلة الشيخ صلاح البدير أن من تبجيل الله  وإجلاله تكريم  من أمر بإجلاله وإكرامه عن أَبِي  مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ : إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي عَنْهُ ، وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ)

وبين فضيلته أن مِن تبجيل الله وتعظيمه إكرامُ ذي الشيبة المسلم بتوقيره في المجالس ، وتقديمه والرفق به ، والشفقة عليه ،وإكرامُه  مِن كمالِ تعظيم الله ، لحرمته  وكبره وسابقته ومن تبجيل الله وتعظيمه إكرامُ  أَهْلِ القرآنِ العاملين به الذين تأدبوا بآدابه الرفيعة وتخلقوا بأخلاقه الشريفة وأهلُ القرآن هم أشراف الأمة وأعلامها وهم أولياء الله وأهله وخاصته  فحقهم التوقير والتقدير والتقديم والتعظيم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنْ النَّاسِ ) قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ هُمْ ؟ قَالَ 🙁 هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ ، أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ )  رواه أحمد وابن ماجه

وأشار الشيخ صلاح البدير أن جائزة الكويت الدولية لحفظ القرآن الكريم وقراءاته وتجويد تلاوته والتي تحظى برعاية كريمة من أمير البلاد صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه  أنموذجاً يحتذى في تبجيل أهل القرآن وحفظته وتكريم مشايخ الإقراء وأساتذة الأداء والأفراد والجهات الحكومية والخيرية التي  لها جهود في خدمة القرآن الكريم فشكر الله للكويت قيادة وشعباً  هذا الاحتفاء والتكريم وهذه الجائزة الخيرة المباركة  وليس ذلك بغريب على دولة الكويت وأهلها الكرامِ الأجواد  الذين امتدت يد الخير منهم إلى كل منكوب، وسرت يد العطاء منهم إلى كل مكروب، فاحمدوا الله يا عباد الله  على نعمة الدولة والوحدة والجماعة والأمن والاستقرار وحاذروا كل صوت يدعو إلى الفتنة وشق العصا وإشاعة الفوضى وإثارة الدهماء وإلهاب مشاعر الغوغاء والسفهاء فوطنكم أمانة في أعناقكم  فإياكم وكلمة التحريض والتخوين والازدراء وأساليب الإثارة والتهييج التي تُعمِّقُ الفُرقَة، وتُبدِّدُ الشملَ، وتُفرِّقُ الجمعَ، وتُمزِّقُ الأُلفَة، وتُباعِدُ بين القلوبِ، ولا تُحقِّقُ مصلحةً ولا إصلاحًا.

وحذّر فضيلته الشباب : يا شبابَ الإسلام! انظُروا أنفسَكم فلا تُهلِكُوها، ودماءَ المُسلمين فلا تسفِكُوها، والفتنةَ فلا تبعَثُوها، والبيعَةَ فلا تنكُثُوها، والجماعةَ فلا تُفرِّقُوها، وبلادَكم فلا تُحارِبُوها.

وأستطرد :  ومن رامَ الخروجَ عن سُلطان الدولَة وظلِّها، ونظامِها ودائِرَتها إلى الافتِيات عليها فقد رامَ سُخفًا ووهمًا، وأصابَ حدًّا وجُرمًا.

وأكد أيها الآباء والأولياء! خُذوا العبرةَ والعِظَة، وكُونوا الرُّعاةَ الحفَظَة، وأديمُوا الحذَرَ واليقَظَة، وحاذِرُوا المُتسلِّل الخطَّاف، الذي حامَ حولَ بيوتِكم وطافَ. حاذِروا الخدَّاع المكَّار الذي يصنعُ الأوكار، ويُسمِّمُ الأفكار، ويُغرِّرُ الصِّغار، ويخطَفُ الأغرار. ومتى أيفعَ الغُلام، وشارَفَ الاحتِلام، وجبَ إعطاؤُه مزيدًا من الرعاية والاهتِمام وولدُك لك، ما تألَّفتَه وصاحبتَه ولايَنتَه، وبالحبِّ غمَرتَه، وبالعطاءِ وصَلتَه، وبالشَّفَقَة نصَحتَه، وهو لعدُوِّك ما صغَّرتَه وحقَّرتَه وأهَنتَه وأبعَدتَه. فكُن لحديثِه مُستمِعًا، ولكلامِه مُنصِتًا، وعلِّمه إذا أتاك مُستفهِمًا، وقابِله حين يقصِدُك مُستعلِمًا، وأفِض عليه من تجاربِك حين يأتيكَ مُستلهِمًا ولا تكُن ممن إذا سُئِل طاشا، وصدَّرَ الإبلِ عِطاشا .. ولا تكُن كالرِّيح العاصِفة، والزَّلزلَة الراجِفة، تتحطَّم غضبًا، وتتوقَّدُ لهبًا، وكلمةُ الحبِّ أصفَى، وحديثُ الحكمة أشفَى، وحوارُ العقل أوفَى وابنُك ابنُ بُوحِك، يشربُ من صَبُوحِك، ويرتوِي من مَنُوحِك. فليكُن أولَ إصلاحِك له إصلاحُك لنفسِك؛ فإن عينَه معقُودةٌ بعينِك، والحسنُ عنده ما فعلتَ، والقبيحُ ما تركتَ وعلى أعراقِها تجري الجِياد، وعلى أصولِها تنبُتُ الشجرُ، وما أشبهَ حجَلَ الجِبالِ بألوانِ صَخرها.

واختتم فضيلته “صلُّوا وسلِّموا على أحمدَ الهادي شفيعِ الورَى طُرًّا؛ فمن صلَّى عليه صلاةً واحدةً صلَّى الله عليه بها عشرًا.”

للخلق أُرسِل رحمةً ورحيمًا *** صلُّوا عليه وسلِّموا تسليمًا

وما فقَدَ الماضُون مثلَ محمدٍ *** ولا مثلُه حتى القيامةِ يُفقَدُ

وهل عدلَت يومًا رزِيَّةُ هالِكٍ *** رزِيَّةَ يومٍ ماتَ فيه محمدُ

نورٌ أضاءَ على البريَّة كلِّها *** من يُهدَ للنورِ المُبارَكِ يهتَِدِي

صلَّى الإلهُ ومن يحُفُّ بعرشِهِ *** والطيِّبُون على المُبارَكِ أحمدِ

يا ربِّ فاجمَعنا معًا ونبيَّنا *** في جنَّةٍ تُثنِي عيونَ الحُسَّدِ

في جنَّةِ الفردَوسِ فاكتُبها لنا *** يا ذا الجلالِ وذا العُلا والسُّؤدَدِ

اللهم صَل وسلم على عبدك وَرَسُولِكَ محمد وأرض اللهم عن خلفائه الأربعة أصحاب السنة المتبعة وعن سائر الآل والأصحاب وعنا معهم يا كريم يا عظيم يا وهاب

ثم سأل الله عز وجل الخير والعز للإسلام والمسلمين في كل مكان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى