ضاقت بـه شوارع وطرقات مدينة الورد الطايف عروس المصايف حينما حلّ عليها وعلى أهلها الكرماء ضيفًا ثقيلا .. فأرسلت ومضات التأهب لاستقباله معلنةً حالة التوتر والاستنفار مؤذنةً بأخذ الحيطة والحذر استعدادا للتعامل مع الضيف الكبير، وحين أُعطي له الإذن بالدخول أخذ المواقع الملائمة في المنحدرات والمرتفعات والمنعطفات لاقتناص المركبات التي يغفل أصحابها عن رؤية العلامات والإرشادات ..
إنه ( ساهر ) الذي له من اسمه أوفر الحظ والنصيب، ويعرفه البعيد والقريب جاء متأخرا ليردع المتهورين ويخدع الغافلين ويأكل ويشرب على موائد المخالفين ..
رصدت وسائل التواصل الاجتماعي مستجدات الحدث؛ لرفع درجة الوعي وخروج قائدي السيارات من بوابات آمنة بعيدا عن مفاجآت فلاشات الرعب .. وإذا ما تتبعنا مسيرة ضيف الطائف ” ساهر ” لوجدنا أنها حافلة بالمكاسب فمهما كان الحرص على أن يحقيق أهدافه السامية والتي نؤمن بها إلا أن أصحابه اتخذوا منه وسيلة للكسب، فانهمكوا في إيجاد الأساليب الدقيقة والطرق المحكمة التي تضمن لهم الربحية. فكم تمنينا أن تُنصب أعمدته على كافة الطرق دون العمد لنقل أجهزته من مكان إلى آخر لاصطياد ومباغتة مرتادي الطريق.
فلو وقفنا بتأمل على أحوال ( ساهر ) لوجدنا أنه أوجع البعض بخسائره وأدخل البعض الآخر في همّ الديون.
فإن أظهرت الإحصائيات انخفاضا ضئيلا لنسب الحوادث بسبب تطبيق هذا النظام فإن هذا الانخفاض لا يوازي الخسائر الاقتصادية التي أثقلت كاهل المواطن.
والمتأمل بعمق للحال يدرك أن هناك فجوة كبيرة بين الهدف السامي من فرض هذا النظام وبين أساليب و طرق تطبيقه على أرض الواقع، ولعل أصحاب الشأن يكون لهم وقفة تأمل لإعادة بناء المشروع على أساس متين يضمن تحقيق السلامة المرورية و يحمي حقوق مرتادي الطرق.