سمير مواطن مثالي، ومثال للشاب المكافح، تخرج من الجامعة وتوظف وتزوج من سميرة الشابة المثالية، وهي أيضًا مثال للشابة المكافحة الجامعية أيضًا.
وبعد سنة من الزواج ولله الحمد وبلا أي ديون مالية ناتجة عن الزواج قررا الزوجين الإنجاب، وخوض تجربة الأبوة والأمومة شأنهم شأن البشر.
رزقهم الله بطفلة، فأسموها ” سمر”.
سمر اليوم في الصف الثاني الابتدائي.
مرتب سمير ٤٥٠٠ ريال فقط.
ضاقت به الحال؛ فقررت سميرة العمل أيضًا ومرتبها أيضًا ٤٥٠٠ ريال فقط.
شهريًّا دخل الزوجين ٩٠٠٠ ريال فقط – ماشاء الله- !!
هم أسرة اشتراكية الهوى والمنطق في كل شيء.
مصروفاتهم شهريًّا كالتالي :-
٢٠٠٠ ريال (إيجار منزل شقة غرفتين وصالة شاملة غاز وكهرباء وماء- بارك الله في مالك البناية -) .
٨٠٠ ريال ( لأن سميرة لاتقود، فهناك سائق لسميرة لأن مواعيد عملها تختلف جوهريًّا مع سمير – لا حول ولا قوة إلا بالله – ) .
٨٠٠ ريال (سائق لسمر يوصلها للمدرسة ذهابًا وإيابًا أيضًا؛ لأن سميرة لا تقود طبعًا لأن وزارة التعليم لم تبنِ سوى مدرسة واحدة بالحي الجديد مكتظة وبنظام دوامين صباحي ومسائي) – إن لله وإن إليه راجعون – !!
١٥٠٠ ريال ( قسط سيارة سمير ولمدة ٦٠ شهرًا- نسألك اللهم اللطف والصحة و طيلة العمر) !!
٢٠٠٠ ريال ( مرتب خادمة منزلية ترعى سمر في ظل غياب سمير وسميرة طبعًا مخالفة لنظام الإقامة؛ لأن سمير وسميرة لا يملكون ثمن تأشيرة فيزا استقدام خادمة نظامية أخرى بعد هروب الخادمة الأولى -هدانا الله وإياهم – ) !!
١٠٠٠ ريال ( مقاضي مؤونة غذائية للمعيشة منزليًّا – اللهم بارك لهم في مارزقتهم – ) !!
٤٠٠ ريال ( ثمن شحن خط موبايل سمير وسميرة شهريًّا؛ لأن التواصل بين الزوجين ضروري بالحياة – أدام الله الوصال والمحبة بينهم ) !!
هل تعلم عزيزي القارئ أن المتبقي من مرتب سمير وسميرة بعد هذه الحسبة المالية البسيطة إلى الأن هو مبلغ ( ٥٠٠ ريال ) فقط – الحمد لله – !!
لو افترضنا أن سمير وعائلته يريد أن يخرج للترفيه عن أسرته مرة كل أسبوع وأن سمير لديه مصاريف “بترول للسيارة ” أو أن سمير وسميرة من ” المدخنين” -هداهم الله – أو أن “سميرة” تحب أن تذهب للصالون النسائي مرة واحدة فقط في الشهر للتزين.
أو أن فكرا الاثنين بالتهور وشراء ملابس جديدة أو …أو …أو …إلخ من البديهيات والطبيعيات.
ترى كيف كان سيغطي سمير وسميرة الفارق المادي ؟؟
كان الله في عون كل “سمير” و”سميرة” خصوصًا في وقت الأعياد والإجازات والأعياد الموسمية.
*رؤية* :- “أعلل النفس بالآمال أرقبها …… ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل ” .
م. راكان الغامدي
جدا رائع من اجمل ما قراءة بالتوفيق للكاتب المبدع
شكرا ….لكي ذوقك الأجمل دوما وأبدا !!
كان الله في عون كل سمير وسميره
شرفني قراءتك أ/عادل منور والله !!