لُجة الأيقونات
منطق الطير: “قد تكون مدرستك في غنى عن الاهتمام بالرابحين والخاسرين، ولكن الحياة ليست في غنى عن ذلك” – بيل غيتس
شهدت حادثة سحل وإنزال آسيوي بالقوة من طائرة تابعة لأحد الخطوط الجوية الأمريكية بسبب خطأ تتحمل الشركة مسؤوليته نتيجة “الحجز الخطأ” تفاعلاً بين نشطاء العالم العربي، وتنادى هؤلاء للاحتجاج على هذه الطريقة المهينة في التعامل مع الزبون!!، وأشادوا بالخسائر الكبيرة التي سببها ذلك السلوك لأسهم الشركة في البورصات الأمريكية، متغنين بوعي المستهلك في تلك الديار ورقابته على أداء الخدمات، وحزمه في إيقاع العقوبات المناسبة حتى لا تتكرر تلك الممارسات!!.
الغريب في الأمر ليس تفاعل النشطاء العرب مع مسألة حدثت في الولايات المتحدة الأمريكية، فالعالم أضحى “علبة كبريت” ضخمة، والمسائل باتت مسائل كونية، ولكن العجب في أن معظم من انبروا للدفاع عن ذلك الشاب وانبهروا بسلوك المستهلك وردة فعله العفوية، تجدهم يكرسون في واقعهم للرداءة الخدمية، من خلال التغاضي عن النهب الممنهج وسوء الخدمة وإهانة المتعامل من طرف المؤسسات والشركات التي يتعاملون معها، بدءً من بقالة الحي حتى مزودي خدمة الانترنت.
كل ذلك يحدث مع تجاهل تام للإسهام في ترويج وتداول كثير منهم للمواد والرسائل التوعية التي تطلقها مؤسسات رسمية وأهلية لترشيد العمل التجاري والصناعي والخدمي في بيئاتنا العربية، حتى أنك تجد بعضهم لا يقف موقف السلبي من حملات ووسوم المقاطعة التي يطلقها بعض النشطاء للحد من سفاهة كثير من شركاتنا ومؤسساتنا، بل أنهم يقفون موقف المحبط والمؤيس!!، متجاهلين الدور المؤثر الذي يمكن أن تلعبه هذه الشبكات والوسائط في زيادة الوعي بين المستهلكين.
إن تلك الحالة وغيرها من الحالات التفاعلية في الوسائط التواصلية كان بإمكانها فتح نقاش جدي بين المتفاعلين العرب بغية الارتقاء بالسلوك الاستهلاكي، وإرسال رسائل جادة وحازمة للتاجر العربي -فردًا ومؤسسات-، من أجل احترام المستهلك وأداء واجباته تجاهه بكل رقي ومحبة، وذلك السعي لاحترام حقوق الاستهلاك لا شك أنه مع مرور الوقت سيتجاوز المسألة الاقتصادية ليشمل الارتقاء بكافة الحقوق على المستويات المتعددة، ليحيا العربي كريمًا مؤديًا لواجباته مكتسبًا لحقوقه.
خبر الهدهد: هوس كروي
عبد الحق هقي