تطالعنا الصحف المحلية بين الفينة والأخرى بمشروع تحويل مكة الوادي غير ذي زرع إلى مكة الذكية، والتي لم تطالعنا ببرامج ذكاء مكة، فهل تعني ذكية بعمرانها وتطورها الحضاري والثقافي وشوارعها النظيفة والممهدة وبناها التحتية الصلبة أم ذكية بمعنى تحول تقني وأجهزة مستحدثة وإشارات مرورية إلكترونية وكاميرات مراقبة على مد البصر وربما ريبوت آلي يقوم باعمال أهل البلد فيها.
ففي طريقي صباح كل يوم متجهة لعملي أتأمل الطرق والمشاريع ومناظر مكة الذكية التي يتحدثون عنها؛ حيث يبدأ طريقي يوميًا من هيئة تطوير مكة المكرمة الذي يطل مبناها على الطريق الدائري الثالث وإن أحدهم ألقى نظرة من اعلى المبني يمنةً إلى مشروع كُبري الكعكية وطريق النكاسة الذي لم يُحسن إليه ولم يتم الانتهاء منه، فقد تم الاكتفاء بالهدم وتخطيط الطرق الفرعية دون انتهاء شامل للتحويلات والحفريات هناك.
وإذا ما تقدمنا على الطريق الدائري ذاته، وتوقفنا عند جبل ثور الذي يعتبر مزارًا سياحيا للزوار والمعتمرين والحجاج والذي مايتسبب دائما بازدحام شديد، والذي يجعل من ذكاء بعض سائقي الباصات السياحية بانزال الزوار في الجهة المقابلة؛ ليقطعوا الطريق في انحداره هناك مما يتسبب بزهق كثير من أرواح ضيوف الرحمن فلماذا لا يمد جسر مشاة عند ذالك المزار والمعلم السياحي الأبرز على الطريق الدائري ؟!
أما مشروع حي النزهة الذي استغرق مايقارب السبع سنوات تقريبا وإلى الآن لا نعلم نحن كمواطنين ماهو هذا المشروع؟ ولماذا استغرق كل هذا الوقت الذي نستطيع فيه بناء أبراج من ثلاثين طابقا خلال سنتين فقط لا أكثر، وطبعا يمتد اثر هذا المشروع لحي الزاهر شرقا والستين غربا، وطريق أم الجود شمالا حتى نصل لمخطط الفيحاء وأعمال الحفريات والتحويلات والشوارع المكسرة، وغير الممهدة ومتوقفة عن التطوير فمازالت كما هي والتي في اعتقادي لا تأخذ شهرا؛ للانتهاء من رصفها وسفلتتها وتخطيطها لتصبح منظرا حضاريا وجميلا، لا ننسى أن نشير هنا أنه على امتداد هذا الشارع توجد النقابة العامة للسيارات ومؤسسات الطوافة بين أحياء النزهة والزاهر وأم الجود أي أنه طريق يتردد عليه الحجاج والمعتمرون فهلا أحسنا إلى تلك الأحياء؛ لنحسن لصورة مكة في أعين ضيوفها.
إذا طالت بنا الجولة إلى مابعد الزاهر نصل لحي الشهداء ومنها إلى بداية العمرة، ونهاية النورية مازالت تلك المشاريع القائم بعضها وغير المحسن إلى ما تم الانتهاء منه لتبقى تلك البقايا من التحويلات والحفريات هي المنظر العام لمكة الذكية، وإذا ختمنا طريقنا بكبري النورية الذكي على طريق المدينة الذي تميز بمسار واحد للقادم من المدينة المنورة باتجاه مكة المكرمة، والذي استغرق سنينا أخرى؛ ليكتمل ناقصا ليحكي ذكاء عاصمتنا المقدسة.
لن أحكي قصة الطريق الدائري الرابع فهو يحتاج لمجلدات.
وإن طال المقال، فلن أحكي وجع عيني مما تراه من مشاريع أخرى حول منطقة الحرم المركزية التي صَعُبَت الوصول إليه، ولم نجد أي تحسين للطرق أو المواصلات أو حتى الإشارات، وتخفيف الضغط عليها بالتحويلات ماقبلها التي تزيد من الازدحام والحوادث عندها .. بالله عليكم عن أي ذكاء نتحدث!!
من المُلام وإلى من نستطيع أن نتحدث عن وجع وألم تأنّ منه مكة الحبيبة التي ستخرج يومًا أثقالها، ويقول الإنسان مالها يومئذ تحدث أخبارها.
مشاريع هنا وهناك غير متقنة وغير منتهية فهل هذا نوع من الذكاء ؟؟
هل ذكاء مكة في مشاريع وبنى تحتية غير مكتملة !!
من المسؤول ؟! أهي أمانة العاصمة ( الأمانة التي تبرئت منها الجبال ) ام هيئة التطوير ( التي نسمع عن مشاريعها التطويرية ولا نتلمسها على أرض الواقع إلا بتدمير كل جميل ) ؟؟
أين دور المسؤولين والغيوريين من أبناء مكة ؟
وماهي خططكم لتحويل مكة لمدينة ذكية وهل الذكاء أن نوفر أبراج الهواتف والشبكات اللاسلكية في كل مكان ؟؟ هل هذا هو الذكاء الذي نترقبه؟!
أم الذكاء بدء مشاريع، وعدم الانتهاء منها وتركها عالقة؛ لتشوه الوجه الحضاري والعمراني لمكة المكرمة.
الله يعمرك يامكة.
حنين أمين سرحان
???
صدقت الكاتبه لنكون واقعيين ولا نظل نبيع الاحلام على المواطنين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته احسنت بارك الله فيك .ا.حنين