الصحة

تأكيد أهمية “فحص ما قبل الزواج” ، و إنشاء رابطة خليجية تضم علماء الطب الوراثي

 

 

ابتسام باسنبل/ الرياض

اختتمت جلسات ” المؤتمر العالمي الثاني” للجمعية السعودية للطب الوراثي الذي نظمته الجمعية لمدة يومين بقاعة المؤتمرات مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وسط حضور طبي دولي ومحلي ساهم في مناقشة أوراق العمل الطبية لرفع مستوى الوعي الصحي الوراثي لدى المجتمع ، والإسهام في حركة التقدم العلمي والمهني في مجالات الطب الوراثي . وبارك رئيس الجمعية الدكتور زهير رهبيني استشاري طب الاطفال والطب الوراثي نجاح المؤتمر وما خرج به من توصيات للجهود المبذولة والوقوف على ازدياد الأمراض الوراثية وتناميها في المملكة وذلك في ظل الجهود التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين ـ حفظها الله ـ ودعمها لقطاع الوراثة والحد من ارتفاع الأمراض الوراثية ، مشيراً إلى أن الجمعية ستعمل على تحقيقها بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة .

وحذر “رهبيني” في ذات السياق من تعدد الأمراض الوراثية والتي أصبحت تشكل هاجساً للأسر ، مؤكداً أن دور الجمعية وممثليها يقوم بالإضافة إلى الدور العلاجي ، إلى عقد ندوات توعوية بهدف “الوقاية الاستباقية” من خلال توعية الأسر والتي من شأنها أن تقلل من نسب التعرض لهذه الأمراض، ونوه إلى أهمية توصيات “فحص ما قبل الزواج” لتجنب إنجاب أطفال يعانون أمراضاً تعكر صفو حياة الأسر .

ودعا رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور محمد الحامد اختصاصي علم الوراثة الجزيئية إلى تفاعل الأسر والمجتمع مع توصيات المؤتمر ونتائج الورش المصاحبة التي أكدت حجم هذه الفئة المتزايدة من الأمراض الوراثية ، مطالباً بتفعيل السياسات والإجراءات المتخذة للوقاية من ارتفاع مستواها وعدم تكرارها، أو الحد من مضاعفاتها ، مؤكداً أن وضع وسن القوانين المتعلقة بالفحص ما قبل الزواج وفحص حديثي الولادة من الأمور التي تجنب المواطنين الكثير من الأمراض الوراثية، وحمل المجتمع ممثلاً في أولياء الأمور والشباب والفتيات في سن الزواج ارتكاب أخطاء جسيمة بإصرارهم على المضي قدماً في اتمام مراسم الزواج بالرغم من التحذيرات التي كشفتها لهم الفحوصات قبل الزواج .

وأقترح “الحامد” أن يكون “الكشف الطبي قبل الزواج” أول خطوة من خطوات الارتباط العائلي قبل أن يتم الشروع في تجهيزات الزواج الاجتماعية والاقتصادية ، مشيراً إلى ان القيام بالفحص بعد تجهيزات الزواج جعل الأسرة أمام قيود اجتماعية واقتصادية ملزمة لاستمرار الزواج بكل أسف رغم التحذيرات الوراثية ، والذي تذهب ضحيته الأم مع قدوم اول مولود مريض وراثياً .

*ايقاف الزواج غير المتوافق طبياً
حذرت التوصيات من انتشار الأمراض الوراثية في ظل التهاون في الإجراءات الوقائية من قبل المجتمع بالذات بعد الفحوصات الزواجية غير المتوافقة، وجدد المؤتمر دعوة الجمعية السعودية للطب الوراثي بضرورة إصدار «قرار» للالتزام بنتائج الفحص وإيقاف «الزواج» الذي تكون نتيجته غير متوافقة حتى وإن اصطدم الأمر بتقاليد المجتمع وثقافته، وطالبت المجتمع وأولياء الأمور والشباب والفتيات بوقفة اجتماعية جادة نحو الإيمان بنتائج الفحص الطبي قبل الزواج والالتزام بها.

*سجل وطني للأمراض الوراثية
وأكدت التوصيات أهمية إنشاء “سجل وطني” للأمراض الوراثية وهذا من شأنه توحيد الإحصاءات الدقيقة ، والتي على أساسها تبنى الاستراتيجيات الوطنية الواضحة ، وبالتالي دقة المعايير المستخدمة في فحوصات الأمراض الوراثية وعدم الهدر المالي ، كما أن الحاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى لمركز وطني تخصصي كبير مجهز بالكامل بالكفاءات الوطنية المؤهلة والتجهيزات الطبية والعلاجية المتقدمة لتشخيص وعلاج هذه الأمراض من جميع النواحي التأهيلية والعلاج النفسي والسلوكي والتخاطبي وأن تكون أهلية العلاج في هذا المركز متاحة لجميع الحالات من شتى أنحاء المملكة.

*رابطة لعلماء الطب الوراثي في الخليج
ودعت توصيات المؤتمر الى إنشاء رابطة خليجية تضم علماء الطب الوراثي من دول المجلس ، لتعزيز التعاون بين دول الخليج في مجال ابحاث الجينات والفحص المبكر للأمراض الوراثية ، بالإضافة إلى دعم البحوث العلمية والدراسات المنبثقة من مجتمعاتنا والتي تعنى بمشكلاتنا ، وربط الممارسين الصحيين في الوراثة سواء الأطباء أو الباحثين مع بعضهم ،لرفع مستوى الوعي الصحي الوراثي لدى المجتمع وتشجيع التعاون في هذا المجال لمواجهة انتشار الأمراض الوراثية وتناميها في المملكة ودول الخليج ، بالإضافة إلى دعم برامج الإرشاد الوراثي الموجودة حاليا وذلك لتحسين أداء البرامج الوقائية القائمة مثل فحص ما قبل الزواج ، والفحص المبكر للمواليد.

*زواج الأقارب من أهم أسباب انتشار الأمراض الوراثية
وحذرت توصيات المؤتمر من انتشار الأمراض الوراثية بسبب زواج الأقارب وإهمال فحوص ما قبل الزواج أو الفحوص التي تساعد على الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية والجينية، حيث شدد المؤتمر على تجنب هذا الزواج في حال كانت هناك كشوفات محذرة ، وضرورة الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية ، كما أكدت التوصيات أهمية دور الارشاد الوراثي على إيصال المعلومات والتنبيه على المخاطر للأسر التي يظهر بها مرض أو خلل جيني .
يذكر أن المؤتمرات التي تعقدها الجمعية السعودية للطب الوراثي تسعى إلى تعزيز الدراسات والأبحاث العلمية المتخصصة في علم الطب الوراثي واستعراض أحدث الطرق في التشخيص الجيني ، العلاجات والطرق العلاجية الحديثة للأمراض الوراثية والطفرات الجينية. إضافة إلى الإرشاد والتوجيه المتعلق بالأمراض الوراثية ، ويعتبر مؤتمر الطب الوراثي الثاني العالمي للجمعية من أحدث المؤتمرات التي تم اعتماد ساعاته من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية بواقع (16) ساعة تعليمية ، وناقش أكثر من (30) جلسة علمية وورشة عمل سلطت الضوء على الأمراض الوراثية في السعودية والخليج .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى