جاءت القرارات الملكية بتقديم الاختبارات إلى ما قبل رمضان كهدية عيد من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، كما تضمنت دروس كبيرة واختبارات عميقة لكل المعنيين بمنظومة التعليم؛ اختبارات تكشف مدى قدرتنا واستعدادنا للتخطيط للمستقبل والتكيف مع المستجدات وتجاوز المفاجآت، تدريب عملي وإعداد الجميع للاهتمام بوضع العديد من الخطط والتصورات للمستقبل، تدريب على سرعة البديهة وقوة القرارات، والوعي بأبعاد المهام والعمليات، درس عملي وتوجيه ضمني للتدريب على إنجاز الأعمال أولاً بأول وعدم التسويف والتأخير، درس عملي لأهمية تجاوز سقف التوقعات بما لا يقل عن 20% من الأهداف في كل مرحلة من مراحل العمل والدراسة، وإشعال الهمم واعتماد الإبداع والإنجاز كأسلوب حياة، درسٌ فيه رسالة للمعلمين بأن هدفنا اليوم ليس إنهاء المقررات؛ بل إن هدفنا هو استخلاص المفاهيم والمعلومات والقيم المعرفية والأخذ بأيدي أبنائنا الطلاب للوقوف عليها والاستفادة القصوى منها، وتحويل المعلومات إلى ممارسات سلوكية وقناعات تنعكس على أدائهم، وهو محك يظهر مهارات وإبداعات المعلمين للوصول إلى الغايات والأهداف، ورسالة للهيئات الإدارية مفادها أن التميز الإداري الحقيقي لا يكون إلا في الحالات الطارئة والمفاجآت غير المتوقعة ظاهريًا إلا أنها للإدارات المبدعة التي تستشرف المستقبل وتدرك أهمية وضع الخطط والخطط البديلة والخطط المرنة أمر متوقع ومدروس وتم الاستعداد له سلفًا، رسالة لأبنائنا الطلاب: أنتم جيل المستقبل الذين نعول عليه لبناء حضارة أمتنا، ومستقبل وطننا، جيل يتمتع بالقوة ويتميز بالمرونة والتكيف وتجويد العمل وتجاوز أهداف الخطط الآنية إلى الخطط المستقبلية وتحمل المسؤولية وإدراك معنى المواطنة، لقد تضمّن هذا القرار ثقة خادم الحرمين في قدرة هذا الشعب على سرعة الاستجابة وقوة الأداء والإبداع في العمل، والتكاتف والتكامل في الإنجاز لخدمة الدين والمليك والوطن، لقد اختبرنا الملك سلمان قبل الاختبارات فهلا نجحنا وأثبتنا أننا أهلاً للمسؤولية ؟!
خادم الحرمين الشريفين نشكر لكم هديتكم الغالية المتوجة بالحكمة المغلفة بالحب والثقة، ستجدون من شعبكم ما يفوق التوقعات إن شاء الله، “فعندما تبدع القيادة لابد أن يبدع الوطن”.
د. وفاء عبدالعزيز محضر
